من القناة الوطنية الاولى الى قناتي الحوار التونسي والتاسعة مرورا بنسمة وحنبعل والجنوبية نفس الوجوه يشاهدها المواطن التونسي يوميا ليس وجوه المنشطين بل وجوه الضيوف أيضا ! فهذه الفضائيات لا تعترف إلا بخمسة أو ستة أحزاب وفِي كل حزب هناك اسمان أو ثلاثة يتنقلون بين الفضائيات ويرددون نفس الخطاب يحدث هذا من ثماني سنوات فمجموعة صغيرة من الناشطين في الأحزاب والجمعيات والمنظمات تحتكر الظهور التلفزي وهذا في الحقيقة ليس خطأهم بل خطأ المنتجين العباقرة فمن يعرف قيادات الحزب الحر الدستوري غير عبير موسي ومن يعرف من حزب الوطد الموحد غير زياد لخضر ومن يعرف من أتحاد الشغل غير سامي الطاهري أو الطبوبي أو الشفي ؟ ومن يعرف من قيادة نقابة أساتذة الثانوي غير اليعقوبي ؟! ولَم تكتف الفضائيات الموقرة بالحفاظ على نفس الوجوه بل غيبت منظمات وأحزابا مثل الحزب الوطني الديمقراطي وحزب النضال الوطني وحزب حركة الشعب وغيرها كما غيبت أتحاد الكتاب التونسيين والكونفدرالية العامة التونسية للشغل وغيرهما من منظمات لها أنصار ومنخرطون. إن الفضائيات التونسية تفتقر في معظمها الى الحرفية والموضوعية وهي آخفاقات يصعب تجاوزها لهذه الفضائيات التي مازال همها الوحيد الإشهار وتحقيق «البوز»بغض النظر عّن الجدوى أو النجاعة.