أكد المسرحي حمادي الوهايبي اعتزامه المشاركة فعليا في الساحة السياسية، مشددا على التزامه السياسي، وعلى تواجده في الانتخابات القادمة في الصفوف الأمامية للدفاع عن مشروع تونس الحديثة والديمقراطية. تونس (الشروق) من المؤكد أن الجمهور التونسي، يعرف الممثل التلفزي والمخرج المسرحي حمادي الوهايبي، ويعرفه أيضا كمدير لمركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان، لكن ما قد لا يعرفه البعض عن هذا الفنان، أنه مثقف، وكاتب ولديه نظرة سياسية يعتزم الدخول في المعترك السياسي خدمة لمصلحة الوطن... عن الشأن السياسي وعن جديد الفنان حمادي الوهايبي كان لنا معه هذا الحوار: علمنا أنك تفكر في دخول المعترك السياسي في الانتخابات القادمة، هل هي استفاقة متأخرة للمثقف التونسي؟ لاحظنا أن هناك عملية ممنهجة لإقصاء العلماء والمثقفين من المشهد السياسي، من قبل الطبقة السياسية نتيجة خوف هذه الأخيرة من الرأي المخالف القائم على المعرفة العميقة بطبيعة المجتمع وبطبيعة المرحلة، وفي المقابل هناك عزوف واستقالة أحيانا وهروب أحيانا أخرى من قبل المثقفين من الاهتمام بالشأن اليومي العام، وهذا الوضع أنتج حالة سياسية واجتماعية بائسة انعكس على الثقافة والإعلام. لهذه الأسباب ستدخل غمار السياسة؟ ونحن على عتبة استحقاقات انتخابية، لا مناص من الدخول في المعركة وفق برامج واضحة، قائمة على تشريح الوضع الراهن وتقديم الحلول والبدائل الممكنة. وفي هذا السياق لا بدّ أولا من الدفع إلى تغييرات دستورية تتعلق بنظام الحكم. وكيف ترى نظام الحكم الأنسب للشعب التونسي؟ نحن نحتاج إلى نظام رئاسي معدّل، وإلى تفعيل الحوكمة المحلية أو الحكم المحلي، مع إعطاء شرعية تقريرية للهيئات الدستورية. ولتحقيق هذه التصورات، أعتقد أننا أمام ثلاث كتل رئيسية، ستحتكم إلى إرادة الشعب، وهذه الكتل ستكون كالآتي: كتلة ديمقراطية حداثية وكتلة أصولية محافظة وكتلة دستورية، ومن الطبيعي أن يكون أغلب المثقفين والعلماء ضمن الديمقراطية الحداثية، رغم عللها التنظيمية. ومن الأحزاب الحالية يمثلون الكتلة الحداثية التي تحدثت عنها؟ بطبيعة الحال الأحزاب التي تتبنى الأطروحات التقدمية، ومنها الجبهة الشعبية وحركة مشروع تونس و"تحيا تونس" و"تونس إلى الأمام"، و"البديل" و"التيار الديمقراطي" وعدة أحزاب صغيرة أخرى. وهل انخرطت في أحد هذه الأحزاب؟ لا. مع ملاحظة أن عدم انخراطي في حزب سياسي، لا يعني عدم التزامي السياسي، فستجدني في فترة الانتخابات في الصفوف الأمامية، للدفاع عن مشروع تونس الحديثة الديمقراطية، وأنا في حوار مستمر مع عديد الوجوه السياسية والثقافية من أجل الدفع نحو هذا الاتجاه. بصراحة هل اتصلت بك أحزاب معينة، وماهي هذه الأحزاب، وهل تتصور كما هو متداول أن الانتخابات القادمة ستعرف عزوفا كبيرا من التونسيين؟ في الحقيقة هناك اتصالات من قبل بعض الأحزاب، قصد الترشح باسمها عن جهة القيروان لكنني لم أحسم أمري بعد، وبالنسبة للجزء الثاني من سؤالكم، أرى أنه بالعكس، سيكون هناك إقبال على الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، ولكنها ستحدث مفاجآت عديدة خاصة بالنسبة للتشريعية، فحضور المستقلين سيكون كبيرا، وهذا امتداد لما حدث في الانتخابات البلدية، خاصة في ظل تشتت الأحزاب المتشابهة. لكن التشتت الذي تقصده، قد يخدم مرة أخرى مصلحة حركة النهضة؟ النهضة لن يكون لها نفس الحضور، فهي أول من سيتحمل أعباء حكم ما بعد 14 جانفي إلى اليوم، خاصة أمام تفتت أو تشتت نداء تونس، وحسب رأيي سيكون المشهد عبثيا في الانتخابات التشريعية، ولا أستغرب وجود حزب التحرير في مجلس النواب، تماما كما لا أستغرب وجود عبير موسي في مجلس النواب، وهذا الكلام يبقى رهين التحولات والتطورات التي ستحصل قبل الانتخابات. تصريحك الأخير بخصوص الممثل أحمد الأندلسي أثار حفيظته، حيث كتب ردا على صفحته ثم سحبه، لو توضح موقفك؟ موقفي كان واضحا، أنا ليست لي أي معرفة شخصية بالممثل أحمد الأندلسي، إذ لم يسبق أن اجتمعنا في أي عمل درامي أو سينمائي أو مسرحي، ولم يجمعن به لقاء شخصي أو حتى استضافة معا في نفس برنامج تلفزي أو إذاعي، وبالتالي لا تجمعني به معرفة شخصية، لكن أعرفه كممثل له مشاركاته ومساهماته. وماذا عن موقفك بخصوص "الكرونيكور" في التلفزات هل مازلت على موقفك بأنهم غير مثقفين؟ مازلت على موقفي وهذا ينسحب على الأغلبية منهم، ومن مختلف المجالات، إذ تعوزهم المعرفة الشمولية، وتواجدهم في المنابر الإعلامية في الغالب، تحكمه العلاقات الشخصية، (وهل سنراك يوما ما كرونيكور؟ قاطعنا محدثنا) إذا توفر مقترح، ممكن أن أكون حسب طبيعة البرنامج، أي إذا أحسست أنني قادر على تقديم الإضافة سأتواجد. صرحت منذ أسبوع تقريبا بأنك قد تنسحب من مسلسل "شورّب 2"، فهل حصل الانسحاب أم لا؟ في الواقع كانت لي بعض التحفظات على مسار شخصية "الطلياني" التي أجسدها في المسلسل، لكن بعد نقاش مع المنتجة رانية مليكة والمخرج مديح بلعيد تجاوزنا الإشكال، وانطلقت في تصوير مشاهدي في مسلسل "شورّب 2"، الذي أتمنى أن يحقق نجاحا في رمضان. حدثنا عن جديدكم بخصوص مهرجان البحر الأبيض المتوسط للمسرح؟ بالنسبة للدورة الثانية من هذا المهرجان ستفتتح في فسقية الأغالبة بالقيروان، وسيكون الاختتام في المهدية، وحاليا نواصل اتصالاتنا بالفرق المسرحية، لكن البرنامج الجاهز هو برنامج تظاهرة قيروان المسرح التي ستقام بفضاء التياترو، أيام 18 و19 و20 أفريل الجاري وسنعرض خلالها تباعا، مسرحيات "أحيانا" لانتصار العيساوي، و"أرشيفيس" لسنية السعيدي و"جويف" لحمادي الوهايبي، وهي، أي هذه الأعمال،من إنتاجات المركز.