لا اعرف الهوية السياسية لرئيسة بلدية عين دراهم التي وافقت او بادرت على ازالة و" قطع راس " ابي القاسم الشابي الذي ظل يتوسط مدينة عين دراهم منذ خمسة عشر عاما تقريبا ! مبرر المجلس البلدي هو اعاقة النصب التذكاري لابي القاسم الشابي حركة المرور ولكن السؤال ماذا تغير في حركة المرور بعد خمسة عشر عاما وهل بهذه الطريقة والعنف يتم قطع راس ابي القاسم الشابي وتحويله الى مكان اخر بعيدا عن وسط المدينة ودون تهيئة فضاء سياحي يستطيع ان يكون مزارا للسياح في المكان الذي كان يجلس فيه شاعر ارادة الحياة ! ليس الشابي أول من يقطع راسه فقد قطع قبل ذلك راس الطاهر الحداد في الحامة وهدموا حنايا المحمدية و هدموا " لقشة " في غار الملح تعود الى اكثر من قرنين وازالوا شعار الدولة الحسينية من واجهة قصر بيت الحكمة واحدثوا تحويرات في قصر الحكومة بالقصبة في 2012 شوه هذا المعلم الذي مر منه واقام امراء وسلاطين الدولة الحفصية والمرادية والحسينية وصولا الى رئيس الحكومة في عهد محمد الامين باي الزعيم المنعم الحبيب بورقيبة ! انها حلقات مترابطة بغض النظر عن الفاعلين الفعليين هدفها واحد مهما تغير الاسلوب او الحيثيات هو الحقد على تونس ، الحقد على ارث الاصلاح التونسي ، الحقد على ما قبل الاسلام وهو جزء مهم من تاريخنا والحقد على كل ما له صلة بالثقافة والابداع فداعش ليست تنظيما سياسيا دمويا بل اساسا هي ثقافة كانت وراء تخريب المعالم ونهب الآثار وتشويه التراث من افغانستان الى العراق وسوريا واليمن وليبيا وصولا الى تونس التي تتمدد فيها داعش تحت شعارات الحكم المحلي الذي تسيطر عليه حركة النهضة الاسلامية التي لم تتخلص من ارثها الذي يتاكد كل يوم انه مناقض للجمهورية ولكل ماهو ثقافي وابداعي !