يعتبر ميناء رادس من أهم الموانئ التونسية بفضل تخصصه في الحاويات والمجرورات. وقد حققت المبادلات التجارية داخله خلال السنوات الأخيرة نسبا عالية تجاوزت 80 % إلا أنه ظل يعاني من العديد من الصعوبات والعراقيل. فالبنية التحتية المهترئة والتأخير في شحن السلع والبضائع وتفريغها التي تسببت في خسائر جمة. وتعود الأسباب الأولية إلى عملية الاحتكار في منظومة النقل من قبل الشركة التونسية للشحن والترصيف STAM دون منافسة تذكر. فكانت سببا رئيسيا في البطء في عملية إفراغ وشحن الحاويات وسط مختلف السفن. التأخير والبطء في عملية الشحن والإفراغ تسببا خلال السنوات الماضية في خسائر كبيرة تجاوزت 900 مليار تكبدتها الدولة التونسية في شكل غرامة تأخير. كما اضطرت إلى الاعتماد على ناقلات أجنبية كلفتها باهظة ترتفع بارتفاع عدد أيام الانتظار داخل الميناء التي تتجاوز الشهر. كما ساهمت أشغال توسعة الميناء في تعطيل الحركة وكثرة عدد البواخر بمياه الانتظار. وأمام كل هذه الصعوبات تدخلت جميع الإدارات والمنظمات ذات العلاقة لإيجاد حلول جدية لتحسين ظروف العمل من أجل تقليص فترات الانتظار. حيث شهد الميناء تحسّنا ملحوظا في المردودية العامة. حيث تراجع عدد السفن في الانتظار من 10 سفن خلال الفترة الممتدة من شهر جويلية الى شهر ديسمبر 2017 الى أقل من سفينتين خلال نفس الفترة من سنة 2018 فضلا على التراجع في مستوى مدة الانتظار الى يومين مع موفى سنة 2018 بعد ان كان في حدود 10 أيام انتظارا خلال موفى سنة 2017 . كما بدأ ديوان البحرية التجارية والموانئ في تحقيق قفزة نوعية في مجال تعصير موانيه تقوم على مواصفات "إيزو" (ISO). وأعد برنامجا لتكوين العاملين بالموانئ تكوينا شاملا في كافة مجالات الأنشطة وعزز علاقات التعاون والشراكة مع مختلف المؤسسات المينائية الدولية وأحسن استخدام التكنولوجيات الحديثة خاصّة في مجال التصرّف في الموانئ وتبسيط الإجراءات وعمل بنظام تبادل المعطيات المعلوماتية. وقد أكد معز باشا عضو المكتب التنفيذي ورئيس لجنة النقل بالاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ببنعروس أن الصعوبة تتمثل أساسا في نقص التجهيزات وتقادمها بشركة «ستام « وصعوبة توريد قطع الغيار من خارج حدود الوطن لنقص الاعتمادات. وقد أكد التحسن الملحوظ الذي شهده الميناء. حيث تقلصت مدة الانتظار لمناولة الحاويات والتي نزلت إلى 3 حاويات في الساعة الواحدة. ويدعو السيد معز الجميع الى مزيد بذل الجهد بالتعاون مع وزارة النقل حتى يحقق الميناء مزيدا من المكاسب بإرادة قوية وفولاذية.