«أنا الزَعيم». هذا هو الشّعار الذي سيدخل به نجم السّاحل وسفير تونس القمّة العَربية التي تَنتظره اليوم أمام الهلال السعودي في نطاق المحطّة النهائية لكأس زايد وهو لمن يَجهله مُؤسّس دولة الإمارات التي سَتنال شرف احتضان «الفِينال». ولا تُساورنا ذرّة شك حَول قُدرة «ليتوال» على إسقاط الهلال وتسيّد العَرب من مسقط العُمانية إلى الربّاط التي ستحتضن النهائي المُوالي من الكأس الإقليمية والتي سَتُنسب للملك محمّد السّادس بقرار من تركي آل الشيخ ردّا على بعض الجهات «المُتنبئة» ب»مَوت» هذه المسابقة ك»موت» وِحدتنا العَربية على طَاولة الرؤساء والمُلوك والسلاطين النائمين في العَسل. ومن المُؤكد أن النجم لن يَقبل أبدا ببلوغ العَين دون إرواء تعطّشه للألقاب ودون إهداء الكرة التونسية أوّل تَتويجاتها الخَارجية في 2019 وهو العَام الذي يحلم فيه الفريق بتحقيق «صَابة» قِياسية خاصّة أن الجمعية تُراهن بقوّة على أربع واجهات وهي البُطولة و»الأميرة» التونسية وكأس الكنفدرالية والمُسابقة العَربية. ولاشك في أن الحُشود الجماهيرية التي زحفت نحو الخليج سَتُلهب حماس «الكَوارجية» لقهر الهلال والتربّع على عرش الكرة العربية وهو مكسب كبير للنجم بحكم أن هذه الكأس ستكون الأولى في تاريخ الجمعية كما أن الفائز باللّقب سيجني «ثَروة» حقيقية تُقدّر بحوالي 18 مليارا بالعُملة التونسية. ولا جِدال في أن اجتماع المجد والمَال في هذا الكأس المصنوعة من «الألماس» سيجعل أبناء «لُومار» يأكلون ملعب العَين بأسنانهم لتحقيق «الحُلم العَربي» وعدم المُرور بجانب الحدث والإكتفاء بزيارة «بُرج خليفة» كما فعل الترجي في رحلة المُونديال. وهذا ما لا يُرضي الجماهير العَريضة للنجم خاصّة أن مِثل هذه الفُرص قد لا تَتكرّر مَرّتين. كما أنّ الجمعية ضحّت بالكَثير لبلوغ المحطّة النهائية المسبوقة ب»مَعارك» ضَارية ورحلات شاقة شَرقا وغَربا. وكان النّجم قد أطاح بالرّمثا الأردني والوداد والرّجاء والمَريخ وسيكون من الظّلم أن يَصل النّجم إلى المحطّة النهائية دون تَتويج هذه المَسيرة الوردية بالقَبض على الكأس على حساب الهِلال الذي نكاد نَجزم بأنه يَتوجّس خِيفة من «لِيتوال». وهذا الأمر فَضحته تَصريحات رئيس الإتّحاد العَربي وهو السعودي تركي آل الشيخ الذي فشل في كتم «حَسده» للزّحف الهائل لجماهير النجم مُقابل الإقبال الضّعيف لأنصار الهِلال. مُنافس النّجم أشهر من نَار على علم في المنطقة العربية والقارة الآسياوية. كما أن «المسيرة الهِلالية» كانت رائعة في مُنافسات البطولة العربية ويُراهن الأشقاء بدورهم على عدة ألقاب محلية ودولية بقيادة الكرواتي «مَاميتش» الذي يملك تِرسانة قَوية من اللاعبين السعوديين والأجانب. ولا نِقاش حَول المُؤهلات العريضة للهلال لكن الإعتراف بقوّة الخَصم لن يُلغي أبدا تشبّث الجماهير التونسية بالزّعامة العَربية للمرّة الثانية على التوالي ومن المعلوم أن النسخة الفَارطة كانت من نَصيب الترجي الذي عاد باللّقب آنذاك من الإسكندرية. ثقتنا عَمياء في النّجم للخروج من مدينة العَين بالكأس الغَالية رغم كلّ المتاعب التي قد يتعرّض لها سفير تونس بفعل شَراسة المُنافس وأشياء أخرى يَتحدّث عنها النّاس في الكَواليس. ولا يَخفى أحد طبعا بأن الكرة تخضع أحيانا للحِسابات في أكثر البُلدان تقدّما وتحضّرا فما بالك عندنا نحن العَرب. وفي كلّ الحَالات يَنبغي على النجم أن لا ينشغل مُطلقا بأحاديث الكواليس ويجب على أبناء «لومار» وضع الكرة في الشباك مرّة ومرتين إن لزم الأمر تفاديا لكلّ «الحَركات المَجنونة» التي قد تصدر عن الحكم الإماراتي المُطالب بتحكيم ضميره خاصّة أن اللّقب سيكون من نَصيب العَرب ولن يذهب إلى «الغَريب». وسيكون من العَار طبعا أن يخرج «الفينال» عن مساره الطبيعي ليتفرّج علينا العالم بعَين الإحتقار كما حصل في النسخة الماضية من المسابقة العَربية التي نتمنّى أن تجمع شَمل الأمّة المُتفرّقة لا أن تعمّق جِراحنا.