خوصصة التعليم العالي تمكنت من استقطاب بعض الطلبة الاجانب خاصة الافارقة وتمكنت من استقطاب من لم يسعفهم الحظ في النجاح في البكالوريا خاصة اختصاصات الاداب والهندسة. وحاليا توجد مساع لتوسيع دائرة الاختصاصات لتشمل قطاع الطب وطب الاسنان والصيدلة. وهي كارثة بجميع المقاييس في تقدير اهل المهنة. كما في تقديرنا لأن التعليم والصحة من أهم مكاسب دولة الاستقلال. حيث تمكنت الدولة من تعميم التعليم وضمان حق الصحة فأصبح أبناء الفقراء أطباء والتحقوا بالطبقة الوسطى واحرز القطاع الصحي على سمعة جيدة بفضل الكفاءات كما امكن لضعاف الحال ومتوسطي الدخل من العلاج بالمنظومة العمومية تحت شعار الصحة للجميع . ومن هذا المنطلق نعتبر أن الخوصصة في الطب سوف تقضي على كل ماسبق ذكره لتفسح المجال لاستشراء الفساد وتفشي المحسوبية والولاءات وبالتالي السمسرة بصحة التونسيين دون ان ننسى هجرة الاطباء بحثا عن ظروف عمل افضل . والحكومة مطالبة بالحفاظ على مكاسب الاستقلال وتطويرها ومعالجة النقائص وليس التفكير في تعميق الاشكاليات خدمة لأجندات المال والاعمال .