تونس الشروق: من الطبيعي أن يُطرح تساؤل اليوم حول تأثير الصراع الذي يشهده نداء تونس على كتلته البرلمانية خاصة مع وجود ملفات هامة على البرلمان ان يحسمها خلال الفترة القادمة، فأي تأثير ستشهده الكتلة؟ مثل الصراع الذي شهده نداء تونس في المرحلة الاخيرة من مؤتمره الانتخابي الاول نقطة تحول في طبيعة هذا الصراع وبدأ ينذر بانشطار الحزب بشكل اعمق مما شهده في السابق وفي هذا الصدد وبما ان نواب الحزب مشاركون في ما حصل ولا يمكن ان يكونوا بمعزل عنه كيف سيتأثرون به على مستوى البرلمان. تأثير إيجابي توجهنا بالسؤال الى ممثل عن كل شق في الصراع الدائر في الحركة الى جانب أحد النواب البعيدين عن ما حصل في المنستير وكذلك الحمامات للتعرف على وجه نظرهم حول هذا الصراع وتأثيراته المحتملة على كتلة النداء في البرلمان. وفي هذا الاطار قال رئيس كتلة حركة نداء تونس سفيان طوبال وأحد قيادات مؤتمر الحمامات «بالطبع سيكون هناك تأثير فالكتلة سجلت انضمام نائب جديد وهو يوسف الجويني وهناك مطلبان آخران وستنظر فيهما الكتلة بداية الأسبوع». وحول ان كانت هناك تأثيرات سلبية قال محدثنا «بالعكس أرى أنها ستنعكس ايجابيا خاصة ان أغلبية أعضاء الكتلة راهنوا على المؤتمر لحصول تغيير على مستوى قيادة الحزب وهو ما جعلهم يكونون أكثر حركية الآن وسيتجلى ذلك أكثر في الايام القادمة». وعن الملفات الكبرى التي مازالت معطلة في المجلس ومنها المحكمة الدستورية وعدد من القوانين قال سفيان طوبال «الملفات الكبرى تمر بالتوافق والتنسيق مع الكتل الأخرى، والتغيير الذي حصل اليوم فتح الباب للتنسيق مع كل الكتل وهو تأثير اعتبره ايجابي». ومن جهته قال القيادي في مؤتمر المنستير النائب منجي الحرباوي «الإشكال الموجود اليوم إشكال تموقع ومحاولة التموقع يمكن ان يكون لها تأثير سلبي على الحركة بصفة عامة وقد يخرجها عن طريقها أو يفقدها عدد من القواعد مثلا لكن يمكن ان يكون ظاهرة صحية وتتحول حركة نداء تونس والى حركة مؤسسات لها قيادة شرعية وموضوعية وان يصبح حزب نداء تونس حزب سياسي ذو مؤسسات متينة ولها شرعية حقيقية خاصة ان كل الندائيين كانوا ينادون منذ 7 سنوات بالمؤتمر». ملفات مؤجلة وتابع الحرباوي «لا ننفي وجود الأزمة لكن لها تأثيرات ايجابية بالنسبة للكتلة والعمل في البرلمان هي شان نيابي وكل نائب عليه ان يقوم بدوره النيابي ثم العمل السياسي حيث انه لا يمكن ان لا يكون للازمة تأثير على الكتلة خاصة ان رئيس الكتلة معني بهذا الصراع». وأضاف الحرباوي قائلا «على كل نعتقد ان البرلمان اليوم هو في آخر مراحله بالنسبة لهذه الدورة ونعتقد ان دوره قد انتهى في هاته الدورة لم يبق من عمره إلا شهر او اثنان بالتالي لا يوجد تأثير مهم رغم حدّة الأزمة الموجودة». وعلى صعيد آخر قال النائب محمد الفاضل بن عمران وهو غير منخرط في الصراع «يجب ان تكون هناك دراسة متكاملة حول ظاهرة اسمها نداء تونس واعتقد ان المشهد الحالي ليس هو المشهد النهائي الذي سيرسو عليه النداء ولا اعتقد انه سيكون له تأثير على وضع الكتلة البرلمانية». وتابع «هو قادر على القيام بما يريد طالما ان لديه السلطة وليس في حاجة إلى نواب جدد». وعن تأثير الخلافات في النداء والكتلة على الملفات الكبرى التي مازالت عالقة في البرلمان قال محمد الفاضل بن عمران «هناك مواضيع سياسية كبرى بين النهضة والنداء لم تحسم بعد وبالتالي سيتأجل الحسم فيها الى المرحلة القادمة منها المحكمة الدستورية أما القانون الانتخابي فهو الوحيد الذي يمكن ان يحصل فيه تقدم لكن أعتبر شخصيا ان موضوع البرلمان انتهى سواء انقسمت الكتلة أو لم تنقسم».