تونس (الشروق) لاحظ محسن النابتي القيادي في الجبهة الشعبية أن فشل بريطانيا في تعبئة عدوان جديد على ليبيا من خلال مجلس الأمن الدولي منح غطاء سياسيا هاما للجيش الوطني الليبي. وتابع في حوار مع «الشروق» أن أغلب مكونات المجموعة الدولية تتفاعل اليوم مع التطورات في ليبيا على أساس أن ما حصل في 2011 كان جريمة نكراء في الدولة الليبية وشعبها ومن هذا المنطلق فإنها تدعم بشكل مباشر أو غير مباشر خيار الدولة الذي يمثله الجيش الوطني الليبي. توحيد ليبيا وخلص الى التأكيد على أن حسم معركة طرابلس هو مسألة أيام قليلة مرجحا أن يتمكن الجيش الوطني الليبي من دحر منظومة الإخوان واستكمال توحيد ليبيا أرضا وشعبا ومؤسسات بما يمهد لإطلاق العملية السياسية وإعادة الإعمار. ولاحظ في ذات السياق وجود تحوّل في الموقف الأمريكي يخدم خيار الدولة في ليبيا ويتحكم فيه عاملان أساسيان هما دعم واشنطن لحلفائها في المنطقة العربية الداعمين للجيش الليبي وتجربة السنوات الأخيرة وأساسا التحولات في سوريا التي أظهرت أن رهان الولاياتالمتحدة على منظومة الإخوان كان رهانا خاسرا خاصة أنه كان مدخلا الى تغيّر موازين القوى في المنطقة العربية مع الدخول القوي للمعطى الروسي. وخلص الى القول إنه لم يعد مسموحا في ظل هذه المتغيّرات أن تظلّ ليبيا مستنقعا للإرهاب وكل أشكال الجريمة العابرة للحدود مثل تجارة السلاح والبشر وتبييض الأموال وضرب العُملة ملاحظا في المقابل أن هذا المستنقع باعتباره خزّانا ماليا وبشريا يمثل لمنظومة الإخوان في ليبيا آخر فرصة لإعادة بناء التنظيم العالمي للإخوان الذي مني خلال السنوات الأخيرة بهزائم ثقيلة. إذ أنه حتى في مصر لم يسبق لتنظيم الإخوان أن عرف تفكيكا مثلما شهده في السنوات الأخيرة من خلال ضرب المرتكزات المالية عبر مصادرة أموال هذا التنظيم وحلّ شركاته. آخر قلعة وأكد محسن النابتي من هذا المنطلق أن تموقع طرابلس كآخر قلعة لمنظومة الإخوان والمراهنين عليها وأساسا لندن وأنقره والدوحة هو الذي يفسر المقاومة الشرسة التي يلقاها الجيش الوطني الليبي في الأيام الأخيرة الى حد ارتكاب مجازر في طرابلس باستخدام صواريخ «غراد» ومحاولة إلصاقها بالجيش الليبي على غرار ما حصل عديد المرات في سوريا. تركيا غير قادرة وشدّد في هذا الصدد على أن هذه المقاومة لن تتواصل أكثر من عدة أيام مرجحا أن يستكمل الجيش الوطني الليبي توحيد الأرض والشعب والمؤسسات خصوصا أنه لا يوجد أي طرف دولي مستعد للتدخل مباشرة بما في ذلك تركيا التي لا تمتلك القدرات العسكرية لمواجهة جيش وطني مدعوم من عدة دول مؤثرة وإرادة الشعب الليبي. موقف غريب وجه محسن النابتي في المقابل انتقادات شديدة للموقف الرسمي التونسي بشأن التطورات الأخيرة في ليبيا واصفا إياه بالمهزلة والمغامرة بمستقبل الأمن القومي والمصالح الاقتصادية والاستراتيجية لتونس. ولاح أن تونس بصدد التفويت من خلال دعم حكومة الوفاق الوطني في فرصة تاريخية للخطيئة التي ارتكبت عام2011 عبر اصطفاف تونس آنذاك مع الناتو وقطر وتركيا في استهداف الدولة الليبية. وتابع أن هذا الموقف الرسمي الغريب يضرب المصالح العليا لتونس عرض الحائط وتحكمه فقط حسابات السلطة أي من ستدعم النهضة في الانتخابات الرئاسية القادمة.