اعتبر الأمين العام لحركة النضال الوطني سليم عشيش أن مشروع الربيع العربي لم ينته وهي ليست أكثر من مؤامرة صفٌق لها العرب هدفها تصفية القضية الفلسطينية. تونس - الشروق خلافا لكل الأحزاب التونسية وربما العربية حذرت حركة النضال الوطني منذ 2011 من خطورة مؤامرة الربيع العربي على السيادة الوطنية والقضايا القومية وعلى رأسها فلسطين. حركة النضال الوطني تنظٌم غدا السبت مؤتمرها الأوٌل في مدينة الحمامات وكانت مناسبة لاجراء حوار مع أمينها العام سليم عشيش الذي تحدٌث ل «الشروق». مؤتمر حزبكم ينعقد غدا ماهي خطوطه العامة ؟ يعقد حزب حركة النضال الوطني مؤتمره الأوٌل تحت شعار الانقاذ يومي 27 و 28 أفريل 2019 وسيكون المؤتمر محطة هامة لتثبيت خطّه السياسي في النضال من أجل التحرير والكرامة والوحدة، تحرير فلسطين وكافة الأراضي العربية المحتلة الذي بدونه لن ينعم العرب بالحرية الحقيقية، وتحقيق الكرامة لجماهير شعبنا في تونس وأمتنا العربية وتحقيق الوحدة العربية، وفرصة لتوضيح رؤية الحزب حول الوضع الراهن وتطوراته المتسارعة محليا وإقليميا ودوليا وتقديم برنامج عملي للإنقاذ كفيل بالتصدي لهذا الوضع. ينعقد مؤتمرنا في ظلّ فوضى سياسية متفاقمة أفقد ت العمل السياسي مصداقيته وساهمت في حالة من النفور الشعبي والشبابي من الأحزاب التي ترمز إلى هذه الفوضى وعزوف عن الانخراط في الشأن السياسي برهنت عليه النسب المتدنية في الانتخابات البلدية الأخيرة. هذه المظاهر تترافق مع ضعف ووهن في أداء الدولة في ظلّ نظام سياسي مفكّك يقوم على أساس تقاسم مراكز النفوذ واستشراء التنافر وهو ما يشاهده المواطن التونسي يوميا في أروقة مجلس النواب، أو ما عاشته تونس من خلافات علنية بين مؤسستي الرئاسة والحكومة. وعن أداء الحكومة التي حاولت الأطراف السياسية والاجتماعية إلباسها لبوس الوحدة الوطنية فإنها سرعان ما آلت إلى الخلافات وانسحاب عدة أطراف منها وبرز مبدأ التوافق المغشوش كحاكم لها والذي ترجم إلى سياسات خاطئة ومجحفة في حق البلاد وأغرق تونس في مزيد من المديونية وارتباط استعبادي بالمؤسسات المالية والدول المقرضة من مظاهره تعويم الدينار التونسي وما سببه من تدهور قياسي في المقدرة الشرائية للمواطن واستحكام التوريد الوحشي والعشوائي والفساد والاحتكار واستفحال البطالة وما صاحبها من هجرات الموت وهروب الكفاءات من البلد وانتشار الجريمة. بالإضافة إلى هرولتها في برنامج منهجي لتخريب المؤسسات العمومية وترجيح كفة الشركة الاحتكارية العالمية على حسابها، والإمعان في مواصلة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي لإمضاء اتفاقية التبادل الحر والشامل (الأليكا) وهو مشروع اتفاق مجحف في حق تونس وأجيالها الحاضرة والقادمة ينطوي على خطر تصفية المنظومة الفلاحية الوطنية ويهدد الأمن الغذائي الوطني بصورة جدية يستهدف قطاعي الفلاحة والخدمات التي سيحل بها في حالة إمضائه ما حل بالنسيج الصناعي الوطني من انهيار وغلق مؤسسات جراء اتفاقية الشراكة في نسختها الأولى سنة 1995. ويرى حزبنا أن الفلاحة هي الحل ويدعو لخطة وطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب. ماهو مدى حضور حزبكم في الجهات ؟ حركة النضال الوطني حزب سياسي تونسي تأسّس في فيفري 2012 وأنجز مؤتمره التأسيسي في مارس 2014 وانتخب لجنة مركزية ومكتبا سياسيا وله حضور نشيط في 10 جهات وله حضور في بعض المجالس البلدية. حزبكم ينتمي لليسار تحديدا الخط الوطني الديمقراطي هل أنتم معنيون بتوحيد العائلة اليسارية ؟ - إنّ انتماء حزب حركة النضال الوطني للخط الوطني الديمقراطي انتماء أصيل ويعود إلى تأسيس هذا الخط في تونس في بداية السبعينات من القرن الماضي، لكن حزبنا يمتلك رؤية للتوحيد تقوم لا على الانتماء لما يصطلح على تسميته يسارا بل إنّه يدعو إلى توحيد القوى الوطنية كافة على أساس برنامج إنقاذ وطني يكرّس مبادئ السيادة الوطنية والسلامة الترابية والعدالة الاجتماعية والدفاع على الحريات الأساسية وتحرير فلسطين ورفض التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم الصمود العربي. كُنتُم الحزب الوحيد ربما الذي نبه لخطورة ما سمي بالثورات العربية كيف ترى الحصيلة ؟ وكيف ترون ما يحدث في الجزائر والسودان ؟ - فعلا فقد كانت حركتنا أوّل من نبّه إلى خطورة ما دُبّر لوطننا العربي تحت مسمّى «الربيع العربي» في الوقت الذي هلّلت فيه قوى مختلفة المشارب الفكرية والسياسية وانساقت في هذا الربيع المزعوم أوصلها للتصفيق لتدخّل الناتو في ليبيا والإطاحة بنظامها الوطني وتصفية قيادته وعلى رأسها الشهيد معمّر القذافي وأشادت بالحرب الكونية على سوريا ونظّمت مؤتمر «أصدقاء سوريا» سيّء الصيت وارتكبت جريمة التسفير في حق الآلاف من شباب تونس وقطعت العلاقة مع الشقيقة سوريا. وتبرهن الأحداث الجارية اليوم في السودان والجزائر أن هذا المشروع لا يزال متواصلا مع الفارق أن الجماهير العربية عموما وعت بمخاطره من خلال تجربة التسع سنوات الأخيرة. أما القوى الغربية المتربّصة بالشقيقة الجزائر فهي تسعى إلى إدخالها في أتون الفوضى والتفكيك والتقسيم، ولعلّ الوضع الهش والمتأزم في تونس وتفاقم الأوضاع الأمنية في ليبيا تمثّل أرضية تسهّل التدخل الأجنبي الذي نبّه إلى مخاطره عدّة مرّات رئيس أركان الجيش الوطني الجزائري طيلة الأسابيع الفارطة. أمّا عن السودان، فلم تكتف الدوائر الغربية والصهيونية بفصل جنوبه عن شماله بتواطؤ من الإسلام السياسي المجسّد في نظام البشير، بل تسعى إلى زيادة تقسيمه وإضعافه في إطار خطّة أمريكية معلنة لإعادة تشكيل جغرافيا المنطقة على أسس إثنية وعرقية. وكلّ هذه خطوات تمهّد إلى تصفية قضية فلسطين ضمن آخر نسخة من فصول التصفية المسمّاة «صفقة القرن». هل ستشاركون في انتخابات 2019 ؟ وماهو رأيكم في الاتهامات الموجٌهة لحزب تحيا تونس بتوظيف إمكانيات الدولة ؟ - بالنسبة لانتخابات 2019، سنشارك فيها وندعو المواطنين إلى التسجيل والإقبال على التصويت على قاعدة فرز للقوى الوطنية الصادقة الحريصة على استقلال البلاد وسيادته والعاملة على بناء اقتصاد وطني يرتكز إلى منوال تنموي متحرّر من الإملاءات والضغوط الأجنبية ولتحقيق العدالة الاجتماعية. وبالنسبة إلى حزب تحيا تونس فهو حزب جديد ولا نعرف عنه الكثير وموقفنا منه سيكون مبنيا على ما سيطرحه من برامج وسياسات. أمّا عن توظيف إمكانيات الدولة للانتخابات فهي غير خافية. لكن المستفيد من هذا التوظيف ليس تحيا تونس فقط بل حركة النهضة بالأساس التي ستظلّ بحزب «تحيا تونس» وبحكومة الشاهد تروّج لاستمرار التوافقات المغشوشة. كيف ترون مستقبل الاسلام السياسي ؟ - إنّ أي حركة سياسية انخرطت في مؤامرة الربيع العربي ومدّت أياديها إلى القوى الأجنبية ولطّختها بدماء الأبرياء من قادة الأمّة وجماهيرها لا مستقبل لها والنهضة والإسلام السياسي عموما ليس بمنأى عن هذا المصير.