تعجز الكلمات عن وصف هول الماساة، يضيق الصدر لما نتحدث عن موت جماعي للكادحات، وينفطر القلب لما نستحضر نحيب اليتامى على الامهات ولكن سنكتب كلاما لا بل سهاما تقع في قلب كل الذين ماتت ضمائرهم وكل الذين فقدوا الاحساس بالمسؤولية، وكل الذين باعوا الشعب لاجل الكراسي، وكل الذين ستلاحقهم لعنة شهيدات «السبالة» وكل الذين يملؤون يوميا بطونهم بالخضر والغلال الملطخة بالعرق والدماء. اعلم ان الكادحات والكادحون سيواصلون التنقل عبر شاحنات الموت، - هيا «ستارالله» لنعد الى العمل لاجل قوت ابنائنا - ولكن كل فاجعة جديدة ستضاف الى ميزان سيئات الوزراء المعنيين وخاصة وزير الفلاحة الذي نسي بربطة عنقه وسيارته الجديدة انه ابن اليسار النابع من الطبقة الكادحة والمدافع الشرس عنها ولم يستطع ايقاف مآسي العملة الفلاحيين رغم تتالي المصائب، ولم يكلف نفسه يوما عناء زيارة العاملات على الميدان والاستماع الى معاناتهن رغم انه لولاهن لما توفر الانتاج في الاسواق وفي ثلاجات الاغنياء قبل الفقراء، ولم ينظر في المشاريع المقترحة لايجاد حلول عملية لمعضلة النقل التي اودت بحياة الكثيرات وسوتهن بالدجاج، فلم نقرأ يوما خبرا لجمعه الوزراء المعنيين (الداخلية، المراة، الشؤون الاجتماعية، النقل، التجهيز) للبحث في سبل ايجاد الحلول العملية وهي موجودة واشتغل عليها الخبراء بالتعاون مع وحدة المراة الفلاحة صلب اتحاد الفلاحين. المراة الريفية يتذكرونها في الاعياد الوطنية والايام العالمية ويتحدثون عنها في الملتقيات بالنزل الفاخرة وتتولى وسائل الاعلام نقلها وتتعالى الاصوات المنادية بالحد من العنف الاقتصادي الموجه ضدها وتحقيق المساواة فقط ليحصلوا على تمويلات من هنا وهناك، فعن اي مساواة يتحدثون وهم على الارائك يجلسون بينما المراة الريفية تحترق بلهيب الشمس صيفا وترتعد من فرط البرد شتاء لتحصل على اجر زهيد وتركب شاحنات الخرفان لتعرّض حياتها الى الموت في اي لحظة. جنازة جماعية شملت نساء ورجالا تعامل معها الوزارء بتصريحات مستفزة عوض تقديم الاستقالة وحفظ ماء الوجه او لزوم الصمت، «دوار» في حداد ومنظمات تندد ومرارة في حلق جميع التونسيين، فياوزراء «الموت» لماذا تزيدون همنا بمثل هذه التصريحات الم يكفكم حالة الاحباط التي يعيشها التونسيون بسبب سوء ادائكم؟