سألت مذيعة، جيهان ميلاد، والي سيدي بوزيد صباح امس «لماذا تاخرت مساعدتكم لأهالي عائلات المصابين في نقلهم لعيادة أبنائهم في مستشفيات بوزيد وصفاقس وسوسة». فردّ بكلّ بساطة: «وفرنا سيارتين وكان من المفترض ان تنقلا العائلات يوم الاثنين في اتجاه سوسة وصفاقس ولكن تعذّر ذلك بسبب الاضراب العام». حينها ردّت المذيعة: «اللطف عليك لو كان المصاب ابنك هل كنت لتنتظر ثلاثة أيام كي تزوره» فردّ الوالي ببساطة «كانت السيارتان سنتقلان العائلات يوم الاحد». باغتته بالسؤال «وأين كانت السيارتان سيدي الوالي ؟ هل كانتا في «الدوّار» ولم تجد الركّاب؟» ردّ الوالي بكل بساطة: «كانتا في مأوى الولاية». تسأله المذيعة المشحونة عواطف في تلك اللحظة:»هل كنت على علم بان هناك طفلة من ضمن الضحايا عمرها 12 سنة وهي غير مسجلة في الحالة المدنية». بذات البساطة يردّ بطلنا «اكتشفنا...» تقاطعه المذيعة وغضبها يفيض على موجات الراديو «لا تقل اكتشفنا فنحن فقط المواطنون من يكتشف انتم المسؤولون ابحثوا عن الفاظ جديّة مثلا كأن تقول نحن نعرف ان هناك حالات...» كان حوارا فيه الكثير من الانتقام لشهيدات الخبز اللاتي سقطن ضحايا لحادث مأساوي فجر السبت الماضي. حوار فضح عدم جديّة المسؤولين في التعاطي مع ملفات جهاتهم. فهل يعقل ان تغيب عن والي سيدي بوزيد، المدينة التي يعيش اغلب سكّانها في الأرياف، معطيات دقيقة حول واقع الطفولة والمسنين في الأرياف وواقع الانقطاع المدرسي في تلك المناطق. وإن غابت مثل هذه التفاصيل ماذا عساه يفعل في ذلك المنصب؟