السياسات عندي كالنساء تماما... فيها الشريفة النظيفة العفيفة بنت الأصول وهذا النوع من السياسات لا يعنينا إطلاقا لأننا لم نره حتى في المنام ولا سائحا عندنا ولا حتى عابر سبيل، وفيها الرديئة، البذيئة، الدنيئة، بنت الشوارع. وأغلب الظن عندي أن هذه النوعية من السياسات هي محلية مهجّنة وهي المغرية الفاتنة لعشاق «القلوب البيضاء» من سلالة بني عثمان الآغا. سياسات عارية تبيع الهوى بالجملة للمكبوتين على السلطة في ساحة الشغل وشارع الحرية و«زنقة» الكرامة الوطنية وتمارس البغاء بدون واق تحت الطاولة وهي مدجّجة بفيروس سيدا السيادة القاتل. لا تذهبوا بعيدا بحثا عن صحة ما أدّعيه في مخابر التحليل المحلية والإقليمية والدولية. أتحدى الثورة وأزيز «براوطها» وحكوماتها المتوالدة المتكاثرة ونظامها الذي لا هو برلماني ولا هو رئاسي ولا هو «لا هُو لاهُو» ولا هو شبه نظام برلماني أصلا أن يأتونا ولو بقطاع يتيم واحد عاشر أية سياسة من سياستهم ولا يشكو من أعراض سيدا السيادة ولم يفقد مناعته إن لم يكن قد مات ولم يجد من يدفنه إكراما للميّت. وحتى لا أظلم السياسة النقدية وأدعي أن مرض الدينار بفقدان المناعة يعود الى معاشرتها له بدون واق. فهذا إجحاف في حقّها وادعاء باطل إذ لا سياسة نقدية لنا مع سياسة بنك النقد الدولي. ورفعا لهذه الشبهة الباطلة تكفي العودة الى تلك «البسكولة» المطبوعة بالطابع التركي والمسماة بالميزان التجاري ستجدون أن فقدان الدينار لمناعته وانهياره السريع يعود بالتدقيق الى ليلة الإعلان عن عرس الليرة على الدينار تحت قبّة البرلمان. «دام الفرح لمّاليه»