نظٌم أصدقاء الطاهر الحداد يوم 17 أكتوبر 1930 بعد أيٌام من صدور كتابه إمرأتنا في الشريعة والمجتمع حفل تكريم له في كازينو البلفيدير وفي الحقيقة لم يكن هذا الحفل تكريما للحداد بقدر ما كان إعلان مساندة له في مواجهة الحملة الشرسة والشيطنة والتكفير الذي عاناه . وتتالت في الحفل القصائد والكلمات بما فيهم أبو القاسم الشابي الذي أرسل كلمته بعد أن تعذر عليه الحضور لوجوده خارج العاصمة ، وقد ألقى في هذا الحفل الطاهر الحداد كلمة مؤثرة أظهرت تأثره بالتكريم من مجموعة من أصدقائه وأعتبر التكريم ليس تكريما له بل انتصارا للاجتهاد والتنوير وإدانة للتكفير والتشدٌد وهذا نص كلمته : أيها السادة الكرام : لأوٌل مرة في حياتي أشاهد هذا الجمع الحافل يمجّد عملا فكريا لنهضة المرأة قمت به على قدر ما أستطيع .وإذا كان التكريم للفكرة التي تشملنا جميعا ، وهو الحق ، فإني أستطيع أن أشارك الخطباء أيضا في تأييد الموضوع وتمجيده وتكريمه حقا أيها السادة إنٌ بلادنا قد تهيأت لاحترام حريّة الفكر والانتصار للحياة .واجتماعنا هذا أنطق برهان على ما أقول . حان الوقت الذي يجب أن نعلن فيه كل ما يختلج في ضمائرنا من الحق دون أن نخشى حسابا .ويجب أيضا أن نعوٌد أهل الرياء والملق منّا لإغراء الشعب بسماع أصواتنا عالية بعلو الحق .فلئن انزعجوا اليوم منه لغرابته عن آذانهم ففي الأيام تعليم وفيها عظة وذكرى.