الحماس على أشده داخل ما تبقى من «نداء تونس»، مقابلة الدور النهائي بين حافظ وطوبال انتهت بالتعادل في وقتها القانوني، فيما تتواصل الهجومات والهجومات المعاكسة بين الطرفين في الوقت الإضافي بما يوحي بمرورهما إلى الضربات الترجيحية. وصول الطرفين لم يكن سهلا، فحافظ ابن أبيه أزاح في مراحل التصفيات منافسين مشهودا لهم بالقوة ورباطة الجأش مثل مرزوق والمسعودي والعكرمي ورضا بلحاج الذي خاض معه لقاءات معادة فضلا عن الشاهد الذي آثر الاحتراف في الخارج قبل أن ينهي مقابلة نصف النهائي. وأما سفيان طوبال ذلك اللاعب المغمور في صفوف التجمع قبل حله قانونيا فقد تم انتدبه حزب النداء لاستثمار مهاراته في المراوغة وعكس الهجومات وقد اختار اللعب إلى آخر وقت في صفوف الفريق «الحافظي» قبل أن يستغل الفرصة المناسبة ليواجه قائد فريقه قبل لحظات من تتويجه ورفع ساعده ووضع قلادة الفوز في رقبته. بهذا احتاج حافظ إلى دور نهائي معاد مع ابن فريقه سفيان فجذب الثاني إلى صفه ابنة بلده أنس الحطاب القيروانية وعبد العزيز القطي وغيرهما، فيما احتفظ حافظ بنزر ممن آثروا البقاء معه مثل ناجي جلول الذي لم ينج من الفشل في أغلب خطواته ومسؤولياته وترشحاته ومنجي الحرباوي الذي افتك منه حافظ قبل أشهر صفة الناطق الرسمي وأهداها لخصيمته اليوم أنس الحطاب. الدور النهائي بين الطرفين كان متوازنا في وقته القانوني وفيه نجح كل فريق في إرهاق خصمه وإضعافه وكشف عيوبه وعوراته أمام أنصارهما وخصومهما والمحايدين الذين تابعوا نهائيا محليا لم يخطر ببالهم. نحن الآن في الوقت الإضافي والهجومات المركزة والمرتدة على أشدها ففريق طوبال قاد هجوما كاسحا من مناطقه في الحمامات قبل أن يحاول إسقاط حافظ بإعلان تجميد نشاطه، لكن قائد السبسي الصغير قاد هجوما معاكسا خاطفا من منطقته في المنستير أعلن فيه تجميد سفيان من رئاسة كتلة النداء وتجميده مع الحطاب والقطي من عضوية الكتلة. رد فريق الحمامات كان مزلزلا فطوبال أتى بما لم يأته أي ندائي عندما تجاسر على ولي نعمة الندائيين كلهم الباجي قايد السبسي وأعلن في هجوم غير متوقع أن فريقه لن يرشح مؤسس النداء للاستحقاق الرئاسي القادم وأنه ينوي ترشيح الشاهد بديلا عنه لكن فريق المنستير تصدى بضراوة لهذا الهجوم بالإعلان عن تمسكه بترشيح الباجي دون غيره. قد نمر إلى الضربات الترجيحية لتحديد الفريق الفائز وعندها قد لا يجد أي طرف القدرة على الجري ولا حتى المشي بل قد يعجز عن الوقوف لتسديد ركلته في مرمى المنافس. نسيت أن أذكركم بأن الفريقين ينتميان إلى فريق واحد من المفترض أن يكون قد دخل في معسكر إعدادي لخوض نهائيات البطولة الوطنية خلال أكتوبر القادم. الفريقان وعدا برفع كأس هذه البطولة الوطنية بعد أن يتفوق أحدهما على الآخر في المباراة النهائية المحلية… لا أدري لماذا كلما فكرت في حالة النداء اليوم استحضرت مباشرة رواية لشخص مريض بالكذب، رواية يقسم فيها شبيه «ساطور» أنه حضر معركة متكافئة بين كلبين ظل كل واحد منهما ينهش خصمه ويأكله حتى بقي منهما الذيلان فقط… «يوفى الكلام».