بقية كلمة الطاهر الحداد في تكريمه بتاريخ 17 اكتوبر 1930 نحن أمة تطلب الحياة ولكن فاتنا ان نطلبها من انفسنا فظللنا تائهين في السير ولو فكرنا قليلا لوجدنا الحياة في اعماقنا. وهذا ماحدا بي ان ابسط اعمق جزء في حياتنا وادقّه فاصف ما فيه من الالم والبؤس والانحلال لنرى اوجه اصلاحه. هذا الجزء هو المرأة والعائلة. ان كراهيتنا للمرأة قديمة في تاريخنا. فالحديث عنها كانسان رشيد يثير تلك الكراهية. وليس لنا سلاح نحارب به قضايا المرأة الا الدين الذي حاربناه في جوهره ومعناه وسخرنا منه في سيرتنا واعمالنا وبقينا متعصبين له في شكله المخلوق من عنصريتنا وعاداتنا. وهذا ما حدا بي ايضا ان اتحدث عن الاسلام، ذلك الكنز الذهبي الذي غمره تراب النسيان وعوضنا منه صورة هي الى نفسياتنا وهو انا اقرب منها الى الاسلام، بل هي منه في حد ّ النقيضين. نحن نريد ان نكرم المرأة ونرفع من الكابوس اللعين النازل عليها. ولا شيء يمنعنا من ذلك. وما الذين يعارضوننا في هذا الا اناس مثلنا يأكلون الطعام ويمشون في الاسواق. فان تحدثوا عن الاسلام فليس هم اولى بفهمه منا واقرب، وان انتقدونا فهم مثلنا عرضة للانتقاد. ولا شيء مقدس عند الجميع سوى الحجة في القول والصدق في العمل، فهمًا الميزان الذي يقضي بالعدل. الاسلام معنا في تحرير المرأة، والزمان معنا ايضا، الا العمل الصالح وهو ابقى شيء في الدنيا. فلنهتف من الآن لتحيي المرأة المسلمة ! وليحي انصارها !