فرنانة (الشروق) دأب الريفيون منذ زمن على اجواء مرحة وخاصة جدا في رمضان فالسهرة تبدأ بمغادرة الشبان والكبار لمنازلهم مباشرة بعد تناول وجبة الإفطار وتكون بداية التلاقي بالتعليق حول البرامج التلفزيونية المقدمة والطرائف اليومية لهذا وذاك ليصل الجموع نحو المتاجر (الحانوت) وفي كل «دوار» حانوت أو اثنين يجتمع فيها الجميع للسهر إلى موعد السحور يقضونها في لعب الورق بأنواعه: «شكبة» هنا و»روندا» هناك وفي هذه اللعبة وتلك يتنافس المتنافسون والفائز يكون في موضع البطل الذي لا يشق له غبار والمنهزم يكون محل تندر كامل اليوم الموالي ولا شفيع له سوى الثأر من غالبيه خلال الليلة الموالية .وما يميز التنافس بين المتنافسين هو كونه من أجل المزاح والتسلية لأن معلوم لعب الورق والمشروبات يتقاسمها مناصفة الرابح كما الخاسر وكم لهم من «الشاي الأحمر» مذاق والذي يعده صاحب «الحانوت» على نار الكانون وللبعض من المشروبات والمأكولات مآرب يكون سيدها «المخارق» ولا يفرقهم سوى تململ الديكة واستعدادها للصياح إيذانا بحلول الفجر . وفي البيوت تتقاسم النسوة السهرات مرة عند هذه ومرة عند تلك في سهرات حول الكانون شتاء وفي «الحوش» صيفا وأمام شاشات التلفاز التي تكون من فرط احاديثهن الجانبية جسما بلا روح ولا سلطان يعلو على مغالبة الليل الطويل سوى الأحاجي والنوادر وقصص الأبطال وكم مرت نوادر حجا عند هذه وبطولات سيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد عند تلك ومفاتن الجازية الهلالية وبطولات أبوزيد الهلالي عند أخريات وتجلس الفتيات غير بعيد يسترقن هذه الحكاية وتلك .