صاحب «الاسرة البيضاء» الاذاعي الكبير بوراوي بن عبد العزيز كانت حياته رحلة ممتعة قضاها متجولا بين الإنتاج والإعداد والتقديم وبنى من خلالها جسرا موصولا بينه وبين المستمعين الذين أحبوه ورافقوه عبر محطات عديدة أذابت روحه وأحرقته في عناء حقق له السعادة وأوجد له معنى كما صرّح هونفسه بذلك ذات يوم . رحلته مع الميكرفون بدأت سنة 1961 قدم فيها مجموعة من البرامج المختلفة : سمار الليالي، زيارة ونيارة ،اخترنا لكم (منوعة ادبية شعرية)، منا وإليك (يهتم بأدب الرسائل) يسألونك عن تونس، صور من الحياة (مدة 22 سنة ليتوقف في 1984 ) الأسرة البيضاء (أوحفلة السبيطار من 1968 إلى 1987) الإذاعة تزور، اختبر ذكاءك برامج رائدة ويتذكر جيل الستينات والسبعينات جيدا برنامج «سمار الليالي» الذي استمر لسنوات واستضاف فيه كبار الفنانين والادباء والمفكرين وكذلك «الاسرة البيضاء « الذي اصبح رمزا للعناية والاهتمام بكبار السن والمسنين من خلال تخصيص مساحة اذاعية متنوعة للترفيه عنهم وكان الاذاعي الفذ بوراوي بن عبد العزيز يستعين في برامجه بصوتين كبيرين هما الكروان عادل يوسف ومفيدة زهاق في قراءة ثالثة للنص. وبوراوي بن عبد العزيز صوت عذب، قلم سخي، ثقافة واسعة ،ثقة في النفس، صدق مع النفس ومع الآخرين وتجربة تفاعلت مع محيطها الذي ضمّ الكبار من الأدباء والإعلاميين والفنانين أمثال عبد العزيز قاسم وأحمد خير الدين والبشير خريف والهادي نعمان وعبد الرزاق كرباكة وعبد المجيد بن جدووعبد الرحمن الأبنودي وفي الفن علي الرياحي ونعمة وعلية وفتحية خيري وعبد الحليم حافظ فكانت تجربة اذاعية متميزة جعلت منه علما من اعلام الاذاعة التونسية.