في سياق رده على الحملة التي تعرض لها كتاب الطاهر الحداد مجموعة من المقالات منها هذا المقال الصادر في جريدة الزمان بعنوان نغمة اخرى بتاريخ 26 اكتوبر 1930 نغمة اخرى والآن ظهرت نغمة جديدة «الكتاب يدعو الى التجنيس وقبول الجمهورية الفرنسية من جهة، ويؤيد الكنيسة من جهة اخرى، اذ يضع علامة الاستفهام في الاسلام فيضع معها الشَّك في العقيدة الاسلامية، وهو كل ما تبني عليه الكنيسة انتشار النّصرانية في المسلمين «. ان فهم الاسلام بالمعنى المتّسع هو الذي صوّروا منه هذه الخلاصة التي اخرجوها لِلنَّاس كحقيقة يدعو اليها الكتاب .فهل يريدون من هذا انّ التّحرّر من الحالة الحاضرة التي نسمّيها بجهلنا اسلاما لا يمكن ان يستثمره غير الاستعمار والكنيسة لعجزنا وتغلّبهم علينا ؟اِنَّنِي لم ابحث في هذا وانّما بحثت عن الاسلام في الجوهر والصّميم غير ناظر الى الظروف الحافّة وهل تتغلّب بالاسلام على ضعفنا وعمل الاجانب، او ان هؤلاء يمكنهم ان يستعملوا حريّة التّشريع الاسلامي ضدّ مصلحتنا، فهذا واجب آخر يلزم بحثه على حدة. ويكفيني ان اقول ما اراه حقّا .وعلى من يسوسون الأمّة ان ينظروا في صور البروز التي يظهر به الحقّ. امّا تأييد الجمود في الدِّين ونفور اهله منه كلّما تَقدّمَوا خطوة في الحياة .هذا ما فصّلته في الكتاب تفصيلا . امّا اذا شئتم ان تقولوا وتكرّروا كلمات الاستعمار والتّجنّس والكنيسة والالحاد والزندقة وما الى ذلك فيمكنكم ان تفعلوا ذلك حتّى كورد لكم تثيرون به العامّة علينا بدون حق .وامّا اذا اردتم الانصاف فبيّنوا هذه التّهم التي ترمونها عليّ من نصوص الكتاب حتى يعرف النَّاس حقيقة الامر بالبيّنة .فاذا بقيتم كما اليوم تثيرون الضجّة باطلا لاغراء اللفيف من النَّاس والاميين فانا ساظل معرضا عنكم وصامتا .وللعقلاء ان يحكموا على عملكم وعملنا ايّهما الاولى بالردّ والرّفض .