قد تتبدّل عادات كثيرة في شهر رمضان، وأبرزها النوم. وتؤكد الدراسات المختلفة، أنَّ اضطرابات النوم تصيب الإنسان بأمراض عضويَّة. للتعرّف على أسباب مشاكل النوم والعلاجات، اعتبر الأطباء أن : «التغيير الجذريّ في نمط النوم والاستيقاظ بشكل حاد ومفاجئ عند دخول شهر رمضان، أمرٌ غير فطري، وبالتالي غير صحي. فالإنسان كائنٌ نهاري، ينام ليلًا ويصحو نهارًا. وإذا ما انعكس هذا النظام، فإنَّ ذلك سيضع الساعة البيولوجيّة، التي تتحكّم في وظائف البدن المختلفة، ونمط إفراز هورمونات الجسم، تحت ضغطٍ شديد، له مضاعفاته الحادّة والمُزمنة. علمًا أنَّنا نجد هناك من يعاني اضطرابات في النوم خلال رمضان، وهم الذين يعانون الأمراض العضويَّة المُزمنة، ومن يعانون اضطرابات النوم قبل حلول رمضان، كالمصابين بالأرق المزمن. وهنالك سلوكيّات تؤدي الى الاضطرابات في النوم، ومنها، الإفراط في تناول المأكولات، الذي يؤدي بدوره إلى اضطرابات المعدة والقولون، خلال شهر الصوم وتعكّر المزاج لدى كثيرين، ليس ناتجًا عن الصيام ذاتِه، لكنَّه نتيجة الحرمان من العدد الكافي من ساعات النوم. كما تظهر بعض العوارض مثل الصداع خلال النهار، ولا سيّما في الايام الأولى من الشهر الفضيل، نتيجة عدم تناول ما اعتاد الأِشخاص على تناوله من الكافيين، أي الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والنيكوتين، أي تدخين السجائر والشيشة. كما أنَّ الشعور بالإرهاق والنعاس خلال نهار رمضان، مردُّه بالأساس حرمان الشخص نفسه من النوم بشكلٍ كافٍ، علمًا أنَّ النوم خلال ساعات النهار، ليس بجودة النوم خلال الليل» وينصح ب «ضرورة أخذ قسطٍ وافٍ من النوم ليلًا، وهذا لا يعني إهمالًا للعبادات والفرائض، لكنَّها دعوةٌ إلى تنظيم الوقت، والالتفات لحاجات الجسم والمزاج، وتكريسِ التوازن السلوكي، وأداءِ العبادات بتركيزٍ واستمتاعٍ من دون معاناة».