عندما تقرأ هذا المثل، وفي هذا الشهر الكريم قد يخيل إليك أننا سنتحدث عن دبارة اليوم، لكن في الواقع وحديثنا قياس، سنتحدث عن القنوات التلفزية المتقوقعة على نفسها وعلى ما تقدم من تفاهة، ورغم ذلك تحظى بنسب مشاهدة عالية. لو تابعت القناتين الخاصتين المتنافستين على «كعكة الإشهار» من خلال ما يقدمان من ابتذال، قبل شهر رمضان، ستلاحظ دون جهد أن هاتين القناتين تستضيف نفس الوجوه التي تعمل في نفس القناة، فالكرونيكور في برنامج «المعدنوس» على قناة الكفتاجي، سيكون ضيف برنامج «الخرشف» على نفس القناة، ومنشط برنامج «الخرشف» سيكون خلال الأسبوع الموالي بعد «بوزة» مختلقة، ضيفا في برنامج «المعدنوس»، بعد أن تم الإعلان على «البوزة» في برنامج «الكلافس». واليوم في رمضان، تتذكرون حتما أولئك «الكرونيكارات» في برامج «المعدنوس» و»الكلافس» و»الخرشف» على قناة الكفتاجي، طبعا ستتذكرونهم لأنهم هم عينهم وأنفسهم وإياهم بنفس الهرج والمرج في أعمال قناة الكفتاجي الكوميدية والدرامية، يظهرون ضيوفا يتحدثون عن مشاركاتهم الدرامية في نفس القناة (الكفتاجي) المنافسة لقناة «صحين تونسي» التي سبق وأن فتحت ذراعيها للمقالين والمستقيلين من قناة «الكفتاجي»، وكما يقول المثل «منو فيه زيتو يقليه». قناة «صحين تونسي» لم تأت بالجديد بعد أن وقفت ندا للند مع قناة الكفتاجي، بعد موسم الهجرة أو موسم الانتدابات لنجوم «الكفتاجي»، الذي اتبعوا نفس الطريقة ونفس البرامج ونفس «الإبداع».. يتغير المطبخ أو «الحانوت»، لكن الطبق نفسه إما «كفتاجي» أو «صحين تونسي»، كل ذلك وسط مباركة من مستهلك تونسي مصاب ب»السكيزوفرانيا» يسب المنتوج ويستهلكه بشراهة غريبة، بل أحيانا يطلب أن يكون الكفتاجي أو الصحين تونسي أكثر وسخا لاستهلاكه، لأنه مميز النكهة وألذّ، على أمل أن لا تحيد القناة الجديدة التي دخلت المنافسة، لتصبح قناة «اللبلابي» أو «المدفونة»، وفي الأخير «دافنينو مع بعضهم».