هو أحد رجال المسرح والاعلام ...عبد المجيد بوديدح الذي قضى حياته في خدمة المسرح التونسي والصحافة الوطنية وهو من جماعة تحت السور ومن رواد الحركة المسرحية، الى جانب صاحب جريدة الوطن ومؤسسها محمد بن فضيلة. وقد تولى عبد المجيد بوديدح ادارة جريدة الوطن عوضا عن مؤسسها عند استئناف صدورها سنة 1948. كما عمل إلى جانب المرحوم عبد العزيز العروي مؤسس جمعية المسرح الشعبي بعد أن عمل في جمعيات القدامى ممثلا وملقنا للمسرح. وقد تولى الراحل رئاسة جمعية المسرح الشعبي بعد وفاة عبد العزيز العروي، فألف العديد من التمثيليات وقام بعدة ادوار وانتخب في اوائل السبعينيات رئيسا للجامعة التونسية للمسرح التي ضمت في هيأتها مسرحيين من أمثال محمد الأكحل ومحمد قمش ومحمد البهلي وغيرهم وذلك في إحدى دورات المهرجان الوطني لمسرح الهواة بقربة، اما في مجال العمل الإذاعي فزيادة عن مشاركته في فرقة التمثيل الإذاعي مؤلفا وممثلا فقد تولى الراحل مكان المرحوم عبد العزيز العروي من خلال أسماره وبلاغاته المحلية. وقد كان الممثل القار لجريدة بلادي بتونس واشترك في جريدة كل شيء بالمكشوف إلى جانب المرحوم عبد الوهاب الرزقي عندما أعيد صدورها من جديد. وقد عرف الفقيد بغيرته الشديدة على قطاع الهواية في المسرح و كان من أشد المدافعين عنه كما عرف بآرائه و مواقفه التي لا يتزحزح عنها في مجال الفنون و الصحافة ولا يقبل في ذلك لومة لائم. يحفظ التاريخ لعبد المجيد بوديدح مبادرته سنة 1947 بتأسيس نقابة خاصة بالفنانين التونسيين اختارت صالة مدريد فضاء رئيسيا لممارسة نشاطها الفني بدرجة أولى من خلال تنظيم وإحياء سهرات موسيقية في شهر رمضان تحت إشراف الكاتب العام للنقابة في تلك السنة (1947) الفنان عز الدين إيدير. وعديدة هي الأصوات التي أثّثت سهرات رمضان في تلك السنة... أصوات تونسية على غرار محمد أحمد ومحمد لحمر وسُلاف وزهيرة سالم والفكاهي عبد اللطيف الغربي والفكاهي محمد الجراري وكذلك الفكاهي رضا الحجام. كانت تلك السهرات تمتدّ حتى مطلع الفجر حيث يكون للإنتاج الغنائي التونسي الأصيل صولته وجذوته وألقه بأصوات أبدعت وكتبت أحلى قصص الإبداع الموسيقي... إبداع أثرى المكتبة الغنائية التونسية بأغنيات لازالت الى اليوم عابقة بأريج الخلود.