يشير تقرير أعده «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» الى أن الدول العربية وشمال أفريقيا منها تونس ستكون من بين أكثر دول العالم تضررا من تغير المناخ الأمر الذي سينعكس سلبا على القطاع الفلاحي خاصة أنه يعتمد بشكل كبير على الأمطار مما يهدد بحدوث مجاعات في العالم. وهو ما قد يدفع الانسان الى التأقلم مع تلك الأوضاع الجديدة ذلك أنه لن يبقى على قيد الحياة سوى تلك الشعوب التي أعدت العدة لهذا الواقع الجديد. ويتوقع الخبراء أن الأكل الذي نراه اليوم لن يكون كافيا لسكان الأرض الذين قد يجدون أنفسهم مضطرين لأكل حشرات او حيوانات لم يتصوروا مطلقا انها يمكن ان توضع في أطباقهم. ورغم صفارات الإنذار نرى ان بلداننا العربية منها تونس لا تستعد بالشكل الجدي. والمطلوب لهذه المرحلة التي سبقنا في الاعداد اليها دول استشرفت جزرا اصطناعية بديلة لمدنها المهددة بالغرق ومصادر أكل وزراعة متطورة تتأقلم مع واقع العالم الجديد. بل ان هناك سيناريوهات تتحدث عن كواكب أخرى لعيش الانسان بديلة عن الأرض فأين نحن من كل هذه البحوث والسيناريوهات؟ سؤال يفرضه عدم اتخاذ احتياطات ولو بسيطة للمستقبل القريب لحماية جزر تونس وسواحلها من الغرق بسبب ارتفاع مستوى البحر المتواصل والذي لن يوقفه تراخينا كما يفرضه عدم إقرار مواد تعنى بالتربية البيئية موجهة للتلاميذ تنمي لديهم الحس البيئي وحماية المحيط وتساهم في تغيير العقليات والسلوك الذي يعجل في بروز التأثيرات السلبية للتغيرات البيئية. كما يفرضه عدم وضع البيئة ضمن أولويات المرحلة فماذا اعددنا للأجيال القادمة ولهذه المرحلة التي جندت لها الدول المتطورة خيرة العلماء وأكبر الميزانيات؟