دعت روسيا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، لاتخاذ موقف مبدئي يحث واشنطن على سحب قواتها العاجل من سوريا ورفع العقوبات الأوروبية والأمريكية عنها. موسكو(وكالات) وقال بيان صدر امس عن مقر التنسيق المشترك بين روسياوسوريا: «نحث المجتمع الدولي والهياكل المتخصصة التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية على اتخاذ موقف مبدئي في التأثير على الولاياتالمتحدة لحل مسألة انسحاب قواتها العاجل من الأراضي السورية المحتلة، حيث تدعم هذه القوات العصابات المسلحة وتعيق استعادة الحياة المدنية في سوريا». وذكر البيان أن روسياوسوريا تدعوان الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا التي لا تسهم في حل المشاكل الإنسانية في هذا البلد. وورد فيه: «نطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية المناهضة لسوريا. مثل هذه التدابير التقييدية لا تسهم في حل المشاكل الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية الملحة في سوريا». تجدر الإشارة إلى أن العقوبات الأمريكية والأوروبية تعرقل استيراد دمشق الأدوية والمواد الخام والمعدات الطبية، وتعيق توريد معدات الترميم والبناء الضرورية لإعادة الإعمار واستعادة الحياة الطبيعية في سوريا. من جهة أخرى ذكرت روسيا، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سوريا، أن نفوذ «هيئة تحرير الشام» انتشر إلى كل منطقة إدلب، لكن القوات الحكومية لسورية لن تنفذ عملية عسكرية واسعة هناك. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، في كلمة ألقاها خلال الجلسة اول امس: «في شهر نوفمبر الماضي حظي مسلحو هيئة تحرير الشام بنفوذ في ٪66 من أراضي منطقة إدلب لخفض التصعيد، فيما ارتفع هذا الرقم حتى أواخر نوفمبر إلى ٪99». وندد فرشينين بتكثيف المسلحين هجماتهم على قاعدة حميميم الروسية خلال الشهرين الماضيين.وأكد فيرشينين في هذا السياق أن «هيئة تحرير الشام» تنظيم إرهابي وفقا للقرارات الأممية، ومحاربته حق بل واجب للحكومة السورية على كل المجتمع الدولي. وفي سيا ق آخر أكد بيان عن رئيسي المركزين الروسي والسوري لتنسيق عودة اللاجئين ميخائيل ميزنتسيف وحسين مخلوف، أن الوضع في مخيمي «الركبان» و»الهول» للنازحين جنوب شرقي سوريا وشمال شرقها كارثي. وأشار البيان إلى أن التواجد غير المشروع للقوات الأمريكية في المنطقة الأمنية المحيطة بالتنف، يبقى العامل الرئيسي لعدم الاستقرار في جنوبسوريا، والسبب الأساسي للمحنة التي يعاني منها نزلاء «الركبان»، الذين تحولوا إلى رهائن في أيدي عصابات، تخضع عمليا للولايات المتحدة. ووفقا لأطباء الهلال الأحمر العربي السوري، يتم عمليا تشخيص إصابة نصف الذين غادروا المخيم بأمراض مزمنة خطيرة مثل السل، وضمور العضلات، والنقص الحاد في الفيتامينات، والالتهابات المعوية والفيروسية. ولا يزال حوالي 30 ألف سوري يعيشون في ظروف غير إنسانية بسبب عدم قدرتهم على دفع الإتاوات التي يفرضها الإرهابيون للسماح بمغادرتهم «الركبان». والوضع أكثر سوء في معسكر «الهول» الواقع في الأراضي الخاضعة لقوات «قسد» بمحافظة الحسكة، حيث يعيش في ظروف مرعبة وغير إنسانية أكثر من 73 ألف شخص.