كان للرسول الكريم ﷺ النصيب الأوفى من الصبر اذ كان الصبر عدته ﷺ طول حياته في الدعوة إلى الله. فقد كان في مواجهة المشركين في مكة، وفي مواجهة المنافقين في المدينة. قال خباب بن الأرتّ رضي الله عنه: شكونا إلى رسول الله ﷺ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا، ألا تدعو الله لنا؟ قال: « كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون». وقد مات أبناء النبي ﷺ كلهم في حياته، إلا فاطمة رضي الله عنها، كما ماتت زوجته خديجة رضي الله عنها، وعمه حمزة رضي الله عنه. فكان صابرًا محتسبًا. وكان من قوله في مثل هذه المواقف، ما قاله ﷺ يوم موت ابنه إبراهيم: « إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون «. وهناك أنواع أخرى من الصبر منها: الصبر على الجوع، والصبر على الفقر، والصبر على المرض، والصبر على الخوف. وقد صبر رسول الله ﷺ في كل هذه الأحوال، مما هو معلوم من سيرته.