عاش جمهور «ليالي رمضان مدينة سوسة» مساء الخميس بقصر الرباط سهرة موسيقية رائقة في المالوف مع الفرع الجهوي لفرقة الرشيدية بسوسة بقيادة الموسيقي لطفي الهبايلي صحبة 48 عنصرا في العزف والغناء من مختلف الأعمار. «الشروق» مكتب الساحل: العرض انطلق بنوبة الإصبهان التونسية واختتم بوصلة جزائرية من مدينة قسنطينة الجزائرية تم فيها استعمال آلات عرفت بها مثل «المندول» و"الموندولين" و»البونجو» وتتخللتهما بعض الأغاني الفردية أدتها باقتدار أستاذات من المعهد العالي للموسيقى بسوسة حيث أدت منال عمارة «يا خموري»، وغنت إيناس بن عافية الشاهد «يا لايمين يزينا» وأدت سارة بوعلي «شد الهوى يا دوجة» وعكسن قدرات صوتية جيدة، وتلت هذه الأغاني مجموعة براول من نوبة «العراق». وقد تابع هذا العرض جمهور ملأ فضاء الرباط الذي انتشى فنا أصيلا من موروث موسيقي خالد والجميل أن هناك نسبة كبيرة من الشباب تابعوا العرض في إصغاء وتذوق مما يزيد الناشطين في هذه النوعية الموسيقية عزما على ممارسته في انتظار المرور إلى المرحلة الإبداعية الابتكارية. وفي لقاء ب"الشروق" أكّد قائد الفرقة لطفي الهبايلي على جانب إبداعي آخر يتمثل في حسن توظيف هذه النوعية الموسيقية قائلا «المالوف من النوعيات الرائعة جدا لو أتقن ممارسوها إنجازها وتوظيفها»، وحول حرصه على تخصيص مساحات للغناء الفردي على غير العادة أضاف الهبايلي «تتضمن المجموعة أصواتا متميزة أردنا إبرازها وتمكينها من فرصة الظهور كمواهب من مدينة سوسة إلى جانب نخبة من العازفين الممتازين وأشكر بالمناسبة الهيئة المديرة التي تدعم مختلف الخيارات الموسيقية وتسعى إلى التجديد وهي التي تقف وراء نجاح هذه المجموعة». وأثنى رئيس جمعية الرشيدية بسوسة الدكتور خالد سلامة على العرض واصفا إياه بأنه «عرض متجدد وكل ما تم تقديمه هو برنامج جديد من خلال مجموعة أغلبها وجوه جديدة قامت بمثل هذا العمل على امتداد سنة وحيدة وهم يشكرون على ما قدموه من انسجام بين الأجيال وانضباط وأداء متنوع ومحكم وإدماج آلات أخرى لها تاريخ مثل «الموندولين» و"الكلارينات" اللتين كانت تستعملهما أيضا الفرق الموسيقية القديمة في الساحل ومن خصوصياتها أردنا أن نضفي طابعا خاصا للفرقة وللجهة ككل وحرصنا على النبرة التونسية». وأضاف سلامة «أعتبره عرضا ناجحا بكل المقاييس وخاصة على مستوى الرسالة وهي المصالحة بين التراث الموسيقي والجيل الحالي والذي نلاحظ هروبه إلى أنماط موسيقية أخرى مثل الراب والراي والتي ليس لها أي مرجعية تاريخية في بلادنا وهي مساهمة في إرجاع هذا الجيل إلى أصوله والتشبع بالفن الأصيل».