من الضروري الآن ومن الواجب اتخاذ قرار شجاع يقضي بمراجعة النظام الانتخابي للبلديات وإعادة النظر بجدية كبيرة في التمثيل النسبي داخل المجالس البلدية ... كل البلديات الان تعاني من مشاكل داخلية عويصة في التسيير جعلت العمل البلدي مشلولا ودفعت بالتونسيين الى الندم لانهم انتخبوا مجالس بلدية عاجزة عن تغيير واقع مدنهم وأحيائهم ... أغلب المجالس البلدية اليوم مهددة بالحل وعدد كبير من أعضائها يهددون بالاستقالة والكثير منهم هجر العمل دون ان يعلن ذلك .... كل المجالس البلدية المنتخبة تعاني من استبداد وتسلط رؤسائها باسم الديمقراطية وباسم النظام الانتخابي الذي وضعوه دون ان يدركوا عواقبه وتبعاته ... اليوم بفضل هذا النظام الانتخابي الأعرج أصبحت لنا بلديات فاشلة ومشلولة وعاجزة عن التحرك والفعل والعمل والمبادرة وتغيير واقع الناس .... الذين وضعوا وصاغوا هذا النظام الانتخابي كانت لهم مصالح وحسابات سياسية وكانت لهم رؤية محدودة للمستقبل وأيضا كانوا يجهلون حقيقة العمل البلدي... النتيجة اليوم ان اغلب المجالس البلدية مهددة بالحل والمواطن خاب ظنه وفقد الثقة فيها والحل هو مراجعة النظام الانتخابي والنظر في التمثيل النسبي الذي أدى الى كل هذا الفشل ... وللأسف الانتخابات البلدية أدت الى انتخاب أشخاص واسماء ثبت فشلها وعجزها وتبين ان ترشحها لم تكن له علاقة بالكفاءة والجدارة والقدرة على التسيير رغم الامتيازات السخية التي منحها لهم القانون ... الموقف الآن يحتاج الى قرار شجاع واعتراف بالفشل والعجز لتغيير نظام انتخابي سلبياته اكثر من إيجابياته... التونسيون يحتاجون الى مجالس بلدية قادرة على صناعة واقع جديد في مدنهم وليس لمجالس مهمتها الأولى والأساسية هي الصراع ولا تميزها سوى الاستقالات المتتالية ... الكل يعرف الغايات والأهداف التي كانت وراء هذا النظام الانتخابي لكن الان انكشفت اللعبة واستوعب الجميع الدرس ...