أعلن الشاعر الصادق شرف الكبير «أبو وجدان» الجمعة 28 جوان 2019, يوما حاسما بخصوص مستقبل المهرجان الوطني للموسيقيين الهواة، والذي يعد من أبرز مؤسسيه. ويتولى حاليا رئاسته الشرفية . وقال الصادق شرف إنه وجه دعوة الى الهيئة المديرة للمهرجان بادارة الأستاذة نوال بن صالح لحضور الجلسة العامة الاستثنائية وطالبها بضرورة تقديم التقريرين الادبي والمالي قبل انتخاب هيئة جديدة للمهرجان للانطلاق في اعداد دورة 2019 , بعد ان تخلت الهيئة الحالية بإدارة نوال بن صالح عن تنظيم دورة 2018 للمهرجان الذي اصبح مهددا بالاندثار. وهو امر مرفوض لدى كل سكان مدينة منزل تميم اعتبارا للقيمة الفنية الإبداعية لهذه التظاهرة الموسيقية الوطنية الموسمية التي تعد رافدا أساسيا للإنتاج الموسيقي الوطني التونسي الأصيل . وأشار الصادق شرف الى انه في صورة عدم الاستجابة لهذا الامر وعدم امتثال الهيئة المديرة لدعوة حضور الجلسة العامة الانتخابية فإنه سيرفع الامر الى المحكمة الإدارية للفصل النهائي في الامر. هبة معلقة؟ وكشف الصادق شرف في جانب آخر من هذا اللقاء عن ان مديرة المهرجان قد أخلت بالتزاماتها –وفق تعبيره- وهو الذي وهب قطعة ارض مساحتها 500 متر لفائدة المهرجان لإقامة مركب موسيقي ويكون الطابق الأول خاصا بنشاط النوادي الموسيقية في حين يخصص الطابق الأرضي كفضاء للأفراح تخصص مداخيله لتنمية موارد المهرجان الذاتية. وقد وقع الاتفاق -حسب الصادق شرف -مع نوال بن صالح للقاء وامضاء عقد الهبة.. لكنها في كل مرة كانت تتغيب ... وبالتالي فإن هذه الهبة مازالت معلقة تنتظر تفعيلها. وشدد الصادق شرف على ضرورة الالتزام بالجلسة العامة يوم 28 جوان بقصر بلدية منزل تميم لانتخاب هيئة مديرة جديدة للمهرجان بعد تخلي هيئة نوال بن صالح عن تنظيم دورة 2018. وهو ما يعني فقدانها كل صلاحياتها القانونية بعد مرور أكثر من سنتين وفق القانون المنظم للجمعيات حسب الرئيس الشرفي للمهرجان. مسيرة رائدة للمهرجان يحفظ التاريخ الفني للمهرجان الوطني للموسيقيين الهواة بمنزل تميم مسيرة رائدة وعطاء غزيرا ودورا فاعلا في إثراء المشهد الموسيقي التونسي بالعديد من الأصوات الفنية والطربية، التي انطلقت من رحاب هذا المهرجان. وتحلق عاليا في سماء الابداع الموسيقي. وتؤثث مسيرة فريدة في عالم الغناء والموسيقى. فأسماء كأماني السويسي ونصر علي بوراوي وعلي السافي وهالة المالكي ومنير الطرودي والطاهر القيزاني ونوال بن صالح المديرة الحالية للمهرجان – في انتظار الجلسة العامة ليوم 21 جوان- وسوار عبد الناظر وسهام قريرة ونجوى الرياحي قبل أن يخترن الهجرة الى المشرق العربي واحمد الشايب والقائمة طويلة في هذا المجال . وبرزت عديد الهيئات المديرة التي قادت وسيرت المهرجان وكانت بصمتها واضحة في إرساء خصوصية هذا الفعل الثقافي الجاد انطلاقا من عبد الكريم بونقيشة وعبد الكريم المدب وعبد الملك الأهواق وساسي حمام... وصولا إلى نعيم عياد ودون أن ننسى عديد الأسماء الأخرى التي كان لها حضورها الباهر في المهرجان على غرار الراحل كمال العناني ومحمد الغربي وعبد الرحمان باشا ومبارك العمراني وعلية التونسي وجلول عزونة... وكان أن تسلمت نوال بن صالح مقاليد هذا المهرجان في ظرف متوتر ووسط صراعات وصلت إلى أروقة القضاء ليتم في الأخير تنظيم دورة تحت إشرافها « دورة 2017»مرت باهتة وغلبت عليها المجاملات وسط عزوف أهل الثقافة بمنزل تميم عن الحضور. وهو ما اعتبر مؤشرا على بداية الانهيار. وهو ما دفع بالشاعر الصادق شرف إلى إطلاق «صرخة فزع» في أفريل 2018 بعد عدم تحديد موعد لدورة المهرجان في تلك السنة. فبعد أن كان الموعد في مارس 2018 تم تأجيل الموعد إلى أفريل 2018... لينقطع نهائيا الحديث عنه ...حتى موعد الدعوة الصريحة هذه الأيام الى ضرورة التحرك الجدي والفاعل لإنقاذ هذا المكسب الوطني من التلاشي. الفائز الأول دون جائزة الى اليوم لم يقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة الى الدورة الوحيدة التي أشرفت على إدارتها نوال بن صالح» دورة 2018». حيث أكد لنا الملحّن سمير زميط الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان أنه لم يتسلم إلى حد الآن جائزته، رغم تعدد اتصالاته بمديرة المهرجان والمندوبية الجهوية للثقافة بنابل التي أكدت له أنها صرفت الدعم المطالبة به لإدارة المهرجان. فعاود الاتصال أكثر من مرة. لكن كانت المماطلة رغم عديد التدخلات من المقربين من إدارة المهرجان على حد تعبيره وكشف الملحن سمير زميط انه اتصل في فترة ليست بعيدة برئيس بلدية منزل تميم حول مصير جائزته لكنه لم يتلق أي رد ... وهو ما حزّ في نفسه كثيرا. وهو الذي كان يمنّي النفس بأن تكون جائزته المتحصل عليها عن جدارة في المهرجان نقطة الانطلاق نحو تأثيث مسيرة إبداعية متوهجة في المدونة الغنائية التونسية ...