(الشروق) مكتب الساحل تمرّ هذه الأيام ثلاثة سنوات على رحيل الدكتور أحمد الحذيري حيث فقدت وودعت الساحة الثقافية والأدبية والإعلامية يوم 6 جوان 2016 واحدا من إعلامها بعد صراع طويل مع المرض الخبيث . وخلف رحيله فراغا كبيرا في الساحة الثقافية عموما. رحل الدكتور أحمد الحذيري وترك وراءه مسيرة قيّمة وثرية سواء في المجال الأدبي وهوأستاذ الحضارة العربية بجامعة منوبة وله العديد من الدراسات والبحوث والمخطوطات منها كتاب «الائتلاف والاختلاف بين المسيحية والإسلام» وتحصل على شهادات في اللغات الفرنسية والإنقليزية والألمانية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس، وكان صاحب نشاط كبير وثري في المجال الثقافي من خلال الندوات والأيام الدراسية والتكوينية والمحاضرات والتظاهرات التي كان فاعلا فيها كما كان ناشطا في المجال الإعلامي حيث بدأ كمقدم ومعد ومنتج في إذاعة المنستير ثم كانت له مقالات في عدة جرائد وبإطلالات تلفزية خلفت كلها عمقا في آرائه ورجاحة فكر واتساع معرفة وثقافة. ونال الفقيد يوم 29 ماي 2006 شرف منصب المدير المؤسس لإذاعة تونس الثقافية والتي زرع فيها زبدة تجربته الفكرية والإعلامية، كما شغل منصب رئيس تحرير جريدة "الحرية"، ولعل من أكثر تصريحاته تأثيرا تلك التي باح بها في لقاء تكريمي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة قبل أيام من وفاته حيث قال «سوف لن أتكلم عن الأدب ولا عن الفكر ولا عن تجربتي الإعلامية ولا عن بحوثي ومخطوطاتي ولكن أغتنم هذه المناسبة لأشيد بدور زوجتي التي وقفت إلى جانبي وصبرت على التزاماتي الدراسية والمهنية وعندما تحصلت على الدكتوراه عوض أن أُريحها فقد شاءت الأقدار أن يصيبني هذا المرض فضاعفت من آلامها ومن تعبها ولا أستطيع أن أوفيها حقها مهما فعلت».