تونس(الشروق): تداولت مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك نص امتحان الفلسفة للشعب العلمية بعد دقائق فقط من انطلاق امتحان البكالوريا أمس الاربعاء وقد تحدث عدد من التلاميذ عن تواصل الغش بالهاتف الجوال رغم تهديدات وزارة التربية بالتصدي لهذه الظاهرة والسيطرة عليها. رغم حزمة الإجراءات الاستثنائية التي اقرتها وزارة التربية هذه السنة في محاولة منها للتصدي لظاهرة الغش الالكتروني ورغم الحملة التحسيسية التي أطلقتها منذ أسابيع في وسائل الاعلام والمعاهد فان الهواتف الجوالة كانت حاضرة في هذه الدورة من جديد واسهمت في خلق البلبلة اذ وقع تصوير موضوع الفلسفة منذ الدقائق الأولى من انطلاق الاختبار موضوع ووقع تداوله على صفحات المواقع الاجتماعية مما فتح إمكانيات الغش على مصرعيها في بعض المعاهد والجهات. ومعلوم ان خروج الموضوع من قاعة الامتحان هي اهم مرحلة في عملية الغش اذ تليها مرحلة الإجابة على الأسئلة ومد المترشحين بها وهنا تتوفر تقنيات جديدة يتسلح بها بعض التلاميذ تمكنهم من التواصل مع الفضاء الخارجي دون التفطن إليهم (الشرائح الخلوية صغيرة الحجم التي يصعب التفطن اليها من الأساتذة المراقبين. وهو ما أكده عدد من الأساتذة المراقبين والتلاميذ ل»الشروق» من بينهم شيماء التي اكدت ان مواضيع امس تم إخراجها بعد 6دقائق فقط ونشرها على صفحات الفايس بوك وتم حلها واعادة ارسالها للتلاميذ في عدة معاهد منها تونس ومنزل تميم وبنزرت وأضافت ان بعض التلاميذ ادخلوا هواتفهم الجوالة كما ان «الريزو» يعمل بلا صعوبات. وفي خصوص وجود تسريبات في مادة الفلسفة نفى عمر الولباني أمس في تصريح اعلامي وجود أي تسريبات في الباكالوريا مشيرا ان ما حدث يتمثل في تصوير الاختبار بعد انطلاق الامتحان وليس قبله واخراجه من القسم وهي تعد محاولة غش سوف يتم التصدي الى كل محاولات الغش بالصرامة المطلوبة. «جونا فسفس» توجه نحو 132الف مترشح أمس لاجتياز اختبار الفلسفة وقد اختلف انطباعاتهم بين من اعتبر المواضيع في المتناول حتى ان أحد التلاميذ من شعبة التقنية اجابنا «جونا فسفس» ومن رأى انها صعبة بل ذهب بعضهم الى حد لوم وزير التربية على تطميناته في السابق بانها في المتناول ومنهم من اشتكى من السرعة التي كانت عليها دروس التدارك خلال السنة مما جعلهم لا يستوعبون البرنامج. ومنهم من كان متفائلا على غرار جهاد شعبة رياضيات الذي ذكر انه اختار موضوع السعادة وأضاف ان النص أيضا في المتناول وهو يتمنى ان تكون بقية الامتحانات في المتناول. كذلك ذكرت وجدان باكالوريا آداب انها اختارت موضوع الأنظمة الرمزية وقد فضلت عدم اختيار النص باعتبار ان المواضيع أكثر وضوحا. وفي ذات السياق اعتبرت رغدة باكالوريا آداب ان المرشح الذي راجع جيدا سوف يختار «الدولة» واعتبرت نور ماجري آداب بدورها موضوع الأنظمة الرمزية رغم انها لم تراجعه جيدا لكنه يعتمد على الثقافة العامة حسب رأيها كما اختار محمد امين الماجري آداب الموضوع الأول لأنه واضح لكن محدثنا كان مرهقا باعتبار انه قضى الليلة السابقة مستيقظا باعتبار انه تعود على السهر والمراجعة ليلا والنوم صباحا وهو ما جعله يبدو مرهقا من تغير نمط حياته خلال أيام الامتحان. وعموما فان الملاحظ بالنسبة الى شعبة الآداب فانهم في الغالب يفضلون النصوص باعتبارها لا تتطلب معلومات وشواهد كثيرة من خارج النص بل معالجة وفهم للنص لكن بالنسبة الى الدورة الحالية كان النص وفق جل من تحدثنا اليهم بعيدا عن المتناول او صعبا اذ يتعلق أساسا بالمنهج العلمي مما اضطر اغلب التلاميذ الى التوجه الى الموضوع الأول الذي يتعلق باللغة وارتباطها بالجانب الانساني وعدد اخر من التلاميذ اختار موضوع يطرح إشكالية المواطنة المحلية والعالمية وهو موضوع جدلي يثير إشكالية معاصرة تتمثل أساسا في العولمة وتهديدها للخصوصية والمحلية ويبدو ان التلاميذ الذين اختاروا هذا الموضوع لهم حظوظ اوفر في التوسع والتحليل من غيرهم. «التقويض» يقض مضاجعهم «إن المواطنة العالمية تقويض للسيادة الوطنية» كان هذا أحد مواضيع الفلسفة بالنسبة للشعب العلمية الذي اقض مضجع بعض التلاميذ الذين لم يتمكنوا من فهم مصطلح تقويض وهو ما جعل الموضوع يفلت منهم رغم انه في متناولهم. من جهتها ذكرت دعاء الهمامي ونور رزقي انهما قامتا بما عليهما فعله وهما تأملان النجاح في باقي المشوار وفي ذات السياق ذكر انيس بن علي باكالوريا اقتصاد وتصرف ان الامتحان في المتناول لكن زملاءه كان لهم راي مخالف اذ بدى على العديد منهم الانزعاج حتى انهم رفضوا الحديث عن اليوم الأول سوى بالقول انهم ظلموا في هذه السنة الاستثنائية معتبرين الامتحان صعب. امام المعاهد لم نجد المترشحين فحسب بل وجدنا بعض الاولياء من بينهم نبيلة التي قدمت من تركيا خصيصا لتشجيع ابنها وأصدقائه كما وجدنا حمادي هافي ولي لتلميذة في الآداب ذكر انه يثق في ابنته لكنه يشعر بحاجتها الى وجوده في هذا الامتحان كما وجدنا أصدقاء المترشحين الذين اعادوا السنة من زملاء الامس جاؤوا ليرفعوا معنويات زملاء الدراسة السابقين وكلهم امل في ان يتمتع الجميع بفرحة النجاح.