شددت الفنانة المسرحية ليلى طوبال، على أنها ستشن حربا، قريبا، من أجل إعادة فتح دور الثقافة والمكتبات العمومية أيام السبت والأحد مشيرة إلى أنها لن تستسلم مهما كانت الظروف. تونس – «الشروق» –جاء هذا التصريح للكاتبة والممثلة المسرحية ليلى طوبال، في حوار أجرته معها «الشروق» حول مشروعها الذي انطلقت فيه منذ ثلاث سنوات تقريبا أي منذ سنة 2016، والمعنون ب"حلم الشباب"، وهو أيضا مشروع حاولت باعثته ليلى طوبال، أن تتصدى للانهيار المعنوي الذي أصبح عليه الشباب التونسي بعد أن أجهضوا ثورته، وسلبوه الأمل والحلم، على حد قولها. وأكدت محدثتنا أن مشروعها «حلم الشباب»، جاء بعد فترة تأمل وبحث، طرحت خلالها عديد الأسئلة أبرزها إلى متى سنظل نجتر عبارة فقدان الشباب للأمل؟ وما الذي علينا فعله كمواطنين وكفنانين وكمجتمع مدني، فكانت فكرة هذا المشروع، الذي لو بادر كل من موقعه بمشروع مشابه أو مختلف، بدل ندب الحظ والبكاء على الوضع، والانتظار السلبي، سيتسنى تغيير الوضع الذي عليه شبابنا وبلادنا على حد تعبير ليلى طوبال. «حلم الشباب» ويتمثل مشروع «حلم الشباب»، حسب صاحبته ليلى طوبال، في دعم أعمال مسرحية للشباب الذين تترواح أعمارهم بين 18 و30 سنة، وكانت محدثتنا تأمل أن يشمل مشروعها هذا، 24 ولاية تونسية، لكن لم تسمح الإمكانيات بذلك، وكانت حصيلة المشروع بعد سنتي عمل، 11 عملا مسرحيا في المناطق التالية: الرقاب والمكناسيوبني خداش وصفاقس والدهماني والكاف وباردو والخليدية وتونس وأريانة. مشروع «حلم الشباب» في الواقع لم يقتصر على الإمكانيات الذاتية فحسب، وإنما كان ممولا من مؤسسة «دون» ووزارة الشؤون الثقافية، وانطلقت تحضيراته سنة 2016، في برنامج عمل كان من المفترض أن يتواصل سنتين، وستقدم ثمار هذا المشروع، كما جاء في حديث صاحبته، بداية شهر جويلية المقبل وتحديدا أيام 05 و06 و07 جويلية 2019، على أن تقوم هذه الأعمال المسرحية بجولة في مختلف جهات البلاد التونسية. الحرب القادمة ليلى طوبال، ترى أن أي مشروع أو مبادرة يمكن أن يغيرا، لأن الأمل مازال موجودا حسب تعبيرها، وقالت في هذا السياق: «لن أسلّم ولن أستسلم كمواطنة وكفنانة وكعاشقة للبلاد، فليس ثمة سحر تحل به مشاكلنا، بل الحل في العمل المباشر، والدعم المادي هام في كل الأحوال، وآمل أن تزرع هذه البادرة بذرة صغيرة وتجد من بعد حديقة فيها ألف زهرة وزهرة، فعندما أنهيت الجولة الأخيرة من هذا المشروع في رمضان، قررت أن تكون الحرب القادمة لإعادة فتح دور الثقافة أيام السبت والأحد، لأننا اليوم في حالة تصحر ثقافي كبير..». وشددت ليلى طوبال على أن الحالة المزرية لدور الثقافة والمكتبات العمومية فضيحة، وعلى أن غلقها أيام السبت والأحد والالتزام بالتوقيت الإداري كارثة ومصيبة، وأكدت أنها ستخوض هذه الحرب لإعادة فتح هذه الفضاءات الثقافية، بمفردها إن لزم الأمر، متحملة مسؤولية قرارها، مهما كلفها الأمر، معتبرة أن هناك «ماكينة» تعمل للقضاء على الثقافة والفن، وأن مسؤولي هذه البلاد حاجتهم بمهرّجي الباي لا بمثقف يذهب إلى أصل الداء على حد قولها. وتابعت ليلى طوبال: «اليوم هناك لي ذراع، أعتبره سياسيا، لا يعنيهم غير التلفزات، ما ذنب أطفالنا وخاصة في الجهات الداخلية؟ لا يجدون متنفسا ثقافيا يومي السبت والأحد؟ ليس ثمة قوة ستمنع دور الثقافة من العمل عطلة نهاية الأسبوع وفي العطل، وأنا سأخوض هذه الحرب لأننا اليوم في خطر، وهم يحدثوننا عن قوانين... اليوم ثمة أزمة أخلاقية من السياسي إلى المواطن، وهناك ماكينة اشتغلت للوصول إلى هذه النتيجة، لكن البلاد بلادنا ولن نتراجع..».