غِرّ أخوكم لا أدعي علما ولا فلسفة في علوم الذرّة ونفاياتها المشعّة، ولا أعرف أثرا لمدافنها حيث تقبر في أرض غير أرض أصحابها ولكني على إيمان العجائز الشمط من أن لنا منها نصيب بشري يضاهيها ومن أن صبّنا العشوائي لزبالة أصواتنا في صناديق الاقتراع هتك بيئتنا ودمر محيطنا واختلت له موازين طبيعتنا وضاع توازنها وإني على يقين راسخ رسوخ المزابل في كل موضع قدم من أرضنا من أن تلك الصناديق التي دفنا فيها أصواتنا حيّة ما هي إلا إقليمية دولية الصنع لإجراء التجارب على رسكلة النفايات البشرية المشعّة الخطرة في بلدنا وعلى أرضنا. التجربة تمّت وتدفقت من الصندوق ما أشعّ على بيئتنا فدمّرها، وعلى محيطنا فأهلكه وعلى طبيعتنا فلوّثها وهتك موازينها وأفقدها توازنها وسلب توازننا. والنتيجة تسرطنت الدولة وتعدّدت أمراضها الخبيثة وفقدت جهاز مناعتها. ومازالت تتخذ من تلك الصناديق متكأ لها وقد تساقط شعرها وتعرّى رأسها وتفرطست من جرّاء النفايات التي ملأت بأشعتها أرض البلاد وبحرها وسمواتها من الأولى الى السابعة نجحت التجربة لا في رسكلة النفايات الخطرة، وإنما في تعليبها في الصناديق واضحة مكشوفة شفافة وضوح العدالة وكشف الثورة وشفافية الانتخابات يا نزيهة جربّوا... وتقرّبوا تصندقوا... وترندفوا... دُنوا... وتعفنوا... نجحوا... وصفق العالم لثورتنا وتوابعها... صدقناه ف «صندقنا» في صناديق النقد الدولي على حساب صناديق الانتخاب... جرّبوا... نجحوا... صفقوا... وعادوا فرحين مسرورين تاركين «الراس الفرطاس قريب لربّي».