أجواؤنا ساخنة ونحن على بعد أيام فقط من الاستحقاقات الانتخابية المقبلة: الطقس.. السياسة.. الحياة الجامعية.. الأسعار.. غابات القمح والشعير والنخيل الباسق. الأولياء قلوبهم محترقة على أبنائهم الطلبة، والفلاحون أفئدتهم تتعصر على محاصيل تحترق أمام أعينهم بفعل فاعل أو بفعل الطبيعة، والطامحون في كرسي رئاسة بلا صلاحيات أو مقعد بمجلس الشعب ل «الصراخ « يخططون لنيل رئاسة قائمة و»يحرقون» بقية زملائهم لنيل رضا رئيس الحزب للحصول على هذا الشرف غير الدائم .. التهم متبادلة بين كل الأطراف، والخلافات تتسع بين الأصدقاء والفرقاء السياسيين، بل وبين أغلب العائلات الحزبية الواحدة الحاكمة منها والمعارضة، والجالسة على الربوة تتصيد .. حرارة الصيف الاستثنائية وعلاقتها بغاباتنا المحترقة لا سلطان لنا عليها صنعتها الدول الصناعية الكبرى وتدفع ثمنها الدول الفقيرة التي تزداد فقرا مع كل صباح جديد وتزداد تلوثا مع انبلاج فجر كل إنتاج صناعي مبتكر .. الطبيعة لا سلطان لنا عليها ، لكن الطقس السياسي الساخن بات يستوجب «رجال مطافئ» قادرين على لعب دور «المكيفات» لمصلحة تونس التي بشرنا رئيس حكومتها بتغريدة في «تويتره « على الطريقة « الترمبية « يعلمنا فيها « بإقرار الاجتماع العام لمجموعة العمل المالي « الغافي « بسلامة المنظومة التونسية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ..مما يخول خروج تونس من القائمة السوداء قبل موفى السنة الحالية «. كلام جميل يدغدغ أوتار قلب كل وطني محب لتونس بإخلاص..لكن ماذا عن الحياة الجامعية الساخنة؟ وماذا عن ارتفاع الأسعار؟ وماذا عن زيوت التعديلات الانتخابية التي أشعلت فتيل الطامعين في كرسي قرطاج ومقاعد البرلمان ؟ ... الأسئلة كثيرة اليوم ، بل وتمدد وتمطط طبيعيا بارتفاع درجات الحرارة ، والشاهد مطالب اليوم بتغريدات أخرى على «تويتره» يقول فيها لقد نجحنا في تنقية الأجواء السياسية والاجتماعية وضغطنا على الأسعار بمكيفات وبرجال مطافئ محترفين قادرين على تجاوز كل هذه الحرارة التي حطمت أرقاما قياسية .. الشاهد اليوم غير قادر على ذلك، ولن يقدر في هذه الأشهر القليلة المتبقية من عمر هذه الحكومة أن يقول ذلك ، هو فقط قادر على أن يقول إليكم بالمهرجانات والشواطئ ففيها «سكركم» إلى حين فصبح موعدنا الانتخابي قريب .. الشاهد كغيره من السياسيين يتهيأ لمرحلة جديدة، والشعب يسبح في العرق بمفعول الأحوال الجوية السياسية التي تتعقد مع كل يوم جديد مما سيصعب مسؤولية الناخب ويجعله في حيرة بين العصافير النادرة والحمائم الزاجلة .. والطيور الكاسرة الجارحة .. ما تبقى من الأيام قليل قبل هذه الاستحقاقات التي تقول كل المقدمات والمؤشرات إنها ستنتظم في ظروف جد ساخنة .. والمطلوب من الجميع لعب دور «المكيفات» ورجال المطافئ لتلطيف الأجواء بما يخدم تونس.