أكد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أن الحركة لن تقبل اي اتفاق دولي يصادر موارد رزق الفلاحين و الصناعيين في اشارة الى اتفاقية التبادل الحر والشامل والمعمق(الأليكا) مع الاتحاد الاوروبي. تونس الشروق: : وفي كلمته الختامية ضمن اشغال الندوة السنوية الثالثة لحزب حركة النهضة أتى رئيسها راشد الغنوشي على الخطوط العريضة للبرنامج الاقتصادي للحركة مشبها تونس بالعملاق المكبل التي يحتاج لتحرير قيوده في مستويات عدة. واعتبر الغنوشي ان التحرير المطلوب يطال اولا تجاوز القيود الادارية و البيروقراطية و محاربة الفساد وتحرير العلاقات الخارجية وعرج في هذا السياق على اتفاقية «الأليكا» مع الجانب الاوروبي قائلا: " لن نقبل اي اتفاق دولي يصادر صناعتنا او يصادر اي مورد من موارد رزقنا، نحن مع الانفتاح المتدرج الذي يطورنا". وأكّد راشد الغنوشي أنّ حزبه يرفض أن تقيد تونس بقيود تكبلها، مثل الأليكا التي يخشاها الفلاحون ويخشى منها الصناعيون. وتابع قائلا: "نعد بأنّنا لن نقبل التوقيع على أي اتفاق دولي يصادر صناعتنا أو يصادر فلاحتنا أو يصادر أي مورد من موارد رزقنا وقوّتنا.. لسنا مع الانغلاق ولكن مع انفتاح متدرج يطورنا ويتعامل مع واقعنا وليس انفتاحا أهوج كالذي حصل ودمر النسيج وأغلق مئات الشركات.. نحن مع علاقات دولية متوازنة تحفظ صناعتنا تعليمنا ومواصلاتنا وتحفظ موارد رزقنا". وتوزعت مضامين كلمة الغنوشي امس الى ثلاث محاور اساسية ركز في عنصرها الاول على تمسك الحركة بثوابتها ونزعتها الى التطور، وعدد في عنصرها الثاني المراحل التاريخية لهذا التطور وخصص الجزء الاخير من الخطاب الى متطلبات المرحلة الراهنة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي. وانطلق راشد الغنوشي من مرحلة تأسيس الحزب والمنطلقات الاولى ليقارنها بما هو واقع حاليا وذلك قصد التأكيد على أن حزبه متمسك بالثوابت وله منزع مستمر للتطور، وفي هذا السياق اضاف الغنوشي :" انطلقنا من منطلق سلفي يحرّم الفن ويعادي الديمقراطية واليوم تابعتم هذه الوصلات الفنية التي أثثت اشغال اختتام الندوة السنوية ونحن الان الديمقراطيون المسلمون وهذا مشهد يختزل تمسكنا بالثوابت ومنزعنا الدائم الى التطور المستمر". واضاف الغنوشي أن الحركة تطمح لأن تكون الأحسن إسلاما والأحسن خدمة للناس ونفعًا لهم ، مبيّنًا أن النهضة تحاول التخلص من السلبيات وأخطاء الماضي ،كما عدد في هذا السياق مظاهر لما وصفه بتطور الحركة من بينها أن «المسؤول الاول عن الاستثمار›› من حزبه (زياد العذاري) وكذلك ‹›المسؤول الاول عن التكنولوحيا (انور معروف) علاوة على وجود حزبه في الحكم. ولئن كان الجزء الاول من الخطاب موجها الى خارج الحركة أكثر من ان يكون موجها الى داخلها فان الجزء الثاني من كلمة الغنوشي قد خصها لمراحل التطور في داخلها والتي قسمها الى ثلاث فترات، اعتبر من خلالها ان الفترة الاولى التي انطلقت مطلع السبعينات خاضت فيها النهضة معركة الهوية، وأن الفترة الثانية التي انطلقت في الثمانيات كانت في رأيه فترة معركة الحريات، بينما تكون المرحلة الثالثة الراهنة في تقديره هي فترة الصراع من اجل العدالة الاجتماعية. هذا الانتقال الذي قدمه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي مهد من خلاله للحديث عن متطلبات المرحلة الراهنة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي، معتبرا ان القضية الاساسية المستعجلة تكمن في الدفاع عن المستضعفين وتحقيق العدالة الاجتماعية و التقليل من فوارق التنمية الجهوية والاستجابة لمطالب الثورة. وشدد الغنوشي على ان تحقيق الديمقراطية الاجتماعية امر ملح ومستعجل وان عدم الاستجابة الى هذا المطلب من شأنه ان يقوض الديمقراطية السياسية و ‹›يؤذن بخراب العمران›› مضيفا بأن هذه المهمة تقتضي اهتماما خاصا بالانتاج والانتاجية و فتح افاق رحبة للمبادرات الخاصة وتابع قائلا:›› الانتاج والانتاجية قد لا نجد لهما من اثر كبير في الخطابات السياسية ، فالمطلوب اليوم الرفع من قيمة العمل وان نعيد للتعليم قيمته بوصفه السلم الذي يرتقي بنا جميعا››. هوامش وكواليس الترحم على مرسي وطلب الشفاء للسبسي استهل راشد الغنوشي كلمته في اختتام اشغال الندوة السنوية الثالثة بالترحم على من وصفهم بشهداء الحركة والاسلام وقال:"يتزعمهم الرئيس مرسي،،،والقائد المؤسس للحركة الطلابية الاسلامية عبد الرؤوف بولعابي" كما تمنى الشفاء لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي على اثر الوعكة الصحية التي تعرض اليها. وصلات غنائية شهدت أشغال الندوة السنوية الثالثة لحركة النهضة وصلات غنائية قدمتها المطربة سارة النويوي من فرقة الراشدية تفاعل معها الحاضرون من قيادات الحركة واعضاء مجلس شوراها ورؤساء مكاتبها الجهوية و المحلية ونواب و مستشارين بلديين. ندوات تفصيلية قال الامين العام لحزب حركة النهضة زياد العذاري ان الحركة ستقدم برنامجها الاقتصادي والاجتماعي للانتخابات التشريعية القادمة خلال ندوات تفصيلية قادمة مضيفا بان المشكل الذي تواجهه تونس هو مشكل ثقة في المستقبل وفي المسؤولين.