التقليد وارتفاع الأسعار تحولا الى سمتين بارزتين في قطع الغيار في تونس واضرتا لا فقط بالقدرة الشرائية المهترئة بل تحولت الى سبب رئيسي في موت التونسيين على الاسفلت جراء حوادث الطرقات. تونس الشروق: عطب بسيط في سيارتك حاليا يكلفك صرف راتبك والبحث عن سلفة او قرض صغير و عدم الاستغناء عن السيارة بسبب تردي وسائل النقل العمومي حاليا وتدهور المقدرة الشرائية يدفع الكثيرين الى اللجوء الى القطع المقلدة والتغاضي عن مخاطرها على السيارة وإمكانية تعريض حياتهم الى الموت جراء حوادث الطرقات كما يدفع المهن التي تعتمد على وسائل النقل باختلاف أنواعها كسيارات الأجرة والالات الفلاحية الى اللجوء الى القطع التي تروج في نقاط البيع غير المنظمة للتخفيف من كلفة المصاريف ودفع ارتفاع أسعار قطع الغيار أيضا الى ارتفاع عدد سرقات السيارات لبيعها في شكل قطع غيار بعيدا عن اعين الامن . وتشكيات المواطنين والمهنيين من ارتفاع أسعار قطع الغيار وكثرة الغش زادت نسبته خلال الثماني سنوات الماضية بسبب الفوضى وعدم تطبيق القانون وبتعلة انهيار الدينار تحولت محلات بيعها الى سوق لبيع الذهب . حتى لانسقط في الغش في ظل ترويج القطع المقلدة أو المغشوشة بالأسواق يقع الكثير من أصحاب السيارات في تونس ضحية لشرائها على انها قطع أصلية ووفقا لخبراء السيارات يمكن ان نفرق بين قطع الغيار الأصلية والمقلدة من خلال العلبة فلابد من قراءة ما ورد فيها بشكل جيد حتى لايسقط صاحبها في فخ الغش وعند محاولة شراء إحدي قطع الغيار يجب ان يستعين أيضا بأحد الخبراء فى هذا المجال, مثلا إذا قمت بإعطاء السيارة لأحد الفنيين المختصين فى ذلك، يجب ألا تجعل الثقة تزيد عن حدها حتى التي ستجعلك تثق فى هذا الرجل ومن ثم من الممكن أن يقوم بتركيب إحدي قطع الغيار بأعتبارها أصلية وبعد ذلك تكتشف أنها مقلدة ذات جودة رديئة. ومن الجدير بالذكر أن الخبراء ينصحون بالإستعانة بأحدهم عند الرغبة فى شراء قطعة الغيار من أحد المحلات المختصة في بيع تلك الأشياء، او من الأفضل العودة الى ممثلي الشركات الكبرى التي تروج السيارات. المستعمل عبر «النات» مع تطور استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة ببلادنا وارتباط نسبة هامة من التونسيين بشبكة الانترنات وانخراطهم في شبكات التواصل الاجتماعي خاصة منها «الفايسبوك» كثرت الصفحات التي تروج لبيع قطع الغيار المستعملة وهو ما يفتح المجال لسقوط أصحاب السيارات ضحية التحيل واذا كان بيعها في الأسواق غير مراقب فان التجاوزات التي تقوم بها هذه الصفحات اكثر خطورة ويكومن محظوظا صاحب السيارة الذي لديه ميكانيكي يثق به وقادر على ان يدله الى القطع الجيدة التي لا تضر بالسيارة ولا تضر بحياته . وفي غياب ذلك يجب التأكيد على أهمية توعية المستهلك بالضرر الذي سيترتب عن استخدام قطعة الغيار المقلدة من قبل خاصة المنظمات المعنية بالدفاع عنه وتطبيق القوانين الرادعة للغش التجاري ويجب اقناع المستهلك بشراء السلعة الأصلية والابتعاد عن المقلد لان مدة صلوحيتها أطول وتحمي سيارته وحياته عوض المقلد الذي يضطر لشرائه عدة مرات مع مخلفاته الكارثية ومن الحوافز أيضا لشراء القطع الاصلية توفير ضمان للمستهلك كعمر افتراضي لايمكن ان يوفره التاجر العادي . لطفي الرياحي رئيس منظمة ارشاد المستهلك ل «الشروق» قطاع قطع الغيار تحكمه «المافيا» ارتفاع أسعار قطع الغيار بصفة مهولة دون رقيب وتاثيرها على ميزانية العائلة والترفيع في كلفة السيارة مع فتح الباب لسرقة السيارات وبيعها في شكل قطع غيار كان محور حديثنا الى رئيس المنظمة التونسية لارشاد المستهلك لطفي الرياحي والذي افاد ان اسعار قطع غيار تحكمه المافيا بدءا بقطع الغيار المقلدة وهي تصنفه الى نوعين نوع مقلد وغير مطابق للمواصفات الفنية اغلبها مهرب والنوع الثاني (adaptable ) وهي التي اكتسحت السوق بينما مواصفاتها غير جيدة وأضاف انها تتسبب في تعدد حوادث الطرقات جراء المكابح المقلدة واطارات العجلات المقلدة غيرها وللأسف المستهلك يقبل عليها لان فارق السعر كبير وهذا الأخير غير واع وليس بالفني ليعرف الاحسن وهناك عديد التشكيات التي تصل المنظمة بخصوص عديد التجاوزات التي تعرض لها مواطنون في هذا الاتجاه وأشار الى ان هذه الإشكاليات تنضاف الى الفوضى في قطاع تصليح السيارات التي لا تخضع الى المراقبة الفنية وتشغيلهم للأطفال مما زاد في كلفة السيارة بدءا بخدمات ما بعد البيع التي بها العديد من التجاوزات من عقد الضمان الى العيوب الخفية الى اجبارية بعض الخدمات ذات الكلفة العالية وذلك فضلا عن التجاوزات عند البيع حيث يعتمد سعر باعتماد سوق صرف العملة لا بتاريخ الطلب وأشار الى انه توجد عيوب في السيارة يعترف بها الصانع لكن ممثله لايعترف بذلك مضيفا ان السيارة اليوم أصبحت بمثابة عائلة ثانية طالما ان صاحبها ينفق بمعدل 10 دنانير بنزينا يوميا إضافة الى تكلفة التامين والصيانة لتبلغ الكلفة الجملية 400 دينار شهريا.