صادف في السنوات الأخيرة أن تزامنت زيارتي الى العاصمة الفرنسية مع عيد الموسيقى الذي لم يكن قبل اكتشافه في باريس أكثر من اسم وعنوان متداول في الصحافة الفرنسية والعربية. عندما شاهدت احتفاء الفرنسيين بالموسيقى يوم 21 جوان كنت أشعر بمرارة كبيرة فالمدن العربية أبعد ما تكون عن الاحتفاء بالموسيقى وخاصة بلادي تونس التي كانت الى وقت قريب قبل الهجوم الافغاني للأحزاب التي تدعي محبة "الله" نموذجا نادرا في العالم العربي. يوم الجمعة وانا أرى الشبٌان في شارع بورقيبة وأتابع على الإذاعات والفضائيات وشبكة الفايس بوك مشاهد الاحتفال بعيد الموسيقى شعرت حقيقة بكثير من الارتياح والفخر ان تشارك تونس مدن العالم في هذا الاحتفال الجميل بالحياة والحب والجمال فالموسيقى ثقافة تدين ثقافة الظلام والقتل والموت التي يبشر بها الفقهاء الجدد المنزعجين من أي مبادرة تعيد لتونس بهاءها وروحها المتوسطية وهذا يحسب للوزير محمد زين العابدين. لقد تجندت وزارة الثقافة لتعميم الاحتفالات بعيد الموسيقى في غياب مبادرات الجمعيات بما فيها الثقافية والموسيقية التي تجاهلت الحدث وقد عوضتها وزارة الثقافة في هذا. الموسيقى كانت في السجون وفي الأحياء الشعبية وفي الساحات العامة والشوارع من حي التضامن الى شارع الحبيب بورقيبة وفي كل مكان من تونس فهذه تونس التي نحبها ، تونس الموسيقى ومرح الحياة وعشق الحياة.