مدنين جرجيس (الشروق) يشهد قطاع الصيد البحري بمنطقة الرصيفات بجرجيس اشكاليات كبيرة، في الفترة الأخيرة، لعل ابرزها تدهور البنية التحتية وعدم صيانة الشبكة الكهربائية لمدخل الميناء وسوق السمك وعدم توفر الثلج بصفة دورية، مما يؤدي الى اتلاف محصول البحارة من الاسماك في ظل ارتفاع درجات الحرارة. واكد البحارة في حديثهم ل"الشروق"، انهم اتصلوا مرارا بالسلط المحلية والجهوية، إلا ان هذه الاخيرة عجزت عن ايجاد حلول لتجاوز الصعوبات والعراقيل التي يواجهها البحارة في كل الموانئ والمراسي بالجهة، معربين عن نقص اليد العاملة، في هذه الفترة التي تميزت بتفاقم ظاهرة الهجرة السرية، نحو التراب الإيطالي انطلاقا من سواحل الجهة وعزوف الشباب عن ممارسة الانشطة الفلاحية والبحرية، لعدم تمتعهم بالتغطية الاجتماعية. ومن الاشكاليات التي تطرق اليها البحارة، هي التلوث، الذي ضرب سواحل الجهة والناجم عن مصانع "الفوسفوجيبس" بخليج قابس، مما خلف ضررا كبيرا للأسماك والأعشاب البحرية، التي تتخذها الاسماك محضنة لها، إلا انها غادرت الى مواقع اخرى. كما لاحظ البحارة ان عديد الانواع من الاسماك شهدت تراجعا وانقراضا من بينها "القاروص" و"الوراطة "و "الدرغال" و"الجفاو"، مؤكدين ان التلوث ليس السبب الرئيسي في تراجع هذا القطاع، بل هناك أسباب متداخلة، أهمها غياب استراتيجية واضحة من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري للإحاطة بأهل القطاع، مما أثر سلبيا على هذا النشاط الذي يحتل مكانة هامة في الاقتصاد الوطني. واتهم البحارة السلط المعنية بفشلها في توفير الظروف الملائمة لتطوير هذا القطاع.