ما يأتيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره «كوشنير» بُغية تصفية القضية الفلسطينية، لن يصل إلى آفاق ولن يكون له تأثير على الأرض... الرئيس الأمريكي، وهذا خبرناه، يعمل بسرعة فائقة من أجل الحصول على نتائج مؤكدة تمكنه من ولاية رئاسية ثانية.. وهو الرئيس الأمريكي لا يظهر له أثر سياسي يسعى من خلاله إلى المعالجة بقدر ما توصف كل خطواته، سواء في آسيا أو في أمريكا اللاتينية أو في إفريقيا، بأنها خطوات مغامرة، لا تطرح بديلا عن الأممالمتحدة ومؤسساتها وشِرْعتها، التي تتفق كلها بالنص القانوني، على المحافظة على سيادة الدول، وعلى جمع الإرادة الدولية من أجل الاستجابة إلى نصّ الميثاق الذي بعثت منه منظمة الأممالمتحدة... إن منطق التجارة والاتجار بكل شيء، دفع ترامب وصهره، إلى الولوج بالسياسة الأمريكية إلى عشّ الدبابير، ونقصد القضية الفلسطينية... فها هو لقاء البحرين الاقتصادي قد فشل، وها هي خطوته نحو إقرار القدس عاصمة لإسرائيل عبر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلّة تبوء بالفشل، نظرا إلى أنّ ليس هناك دولة واحدة من أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين، حذت حِذْوَ الرئيس ترامب... العيب كما اللوم أو النقد، ليست موجّهة ثلاثا أو فرادى، إلى واشنطن، فهذه دولة امبريالية عظمى، لا يُنتظرُ أنّها ستنصاعُ إلى ما حبّرهُ الآباءُ المؤسّسون لميثاق الأممالمتحدة سنة 1945، من تصفية للاستعمار واحترام سيادة الدول، وإنّما النقد ولفت النظر مشمول بها النظام الرسمي العربي، الذي تعمل واشنطن ترامب على خطى واشنطن بوش وكلينتون وغيرهم، على إقحامه من جديد، بعد تهييج مقيت لصراع بين إيران والخليج... وبالمحصلة، نرصدُ، كيف أن الرئيس الأمريكي ترامب، يصرّح منذ يومين، بما معناه أن بلاده لن تدخل في حرب مع إيران وأنّها ليست معنية (أمريكا) بحراسة النفط لأنّها تملك مخزونا يؤمّن لها طلباتها! الولاياتالمتحدةالأمريكية، تسعى مرّة أخرى إلى إشعال فتيل حرب، بالوكالة، عنها وعن إسرائيل... وهذه أقصى درجات الدهاء السياسي وكذلك هي من أبلغ السياسات التجارية، التي تجعل الأوطان سلعة تباعُ وتشترى وتجعل الديبلوماسية سوقا، قابلة لميزان العرض والطلب... وهذه المرحلة الأخيرة لتصفية الأممالمتحدة والقانون الدولي.