تونس الشروق ورثت حركة النضال الوطني الحزب الذي تأسس في 2011 الفصيل اليساري المنشق عن حركة العامل التونسي المعروف في الجامعة ب « المود « وترجمته مناضلون وطنيون ديمقراطيون وقد قدم هذا الفصيل الكثير من الشهداء من أجل فلسطين والحريات والديمقراطية من مساجين ومحاصرين في نظامي بورقيبة وبن علي. المنجي مقني هو الأمين العام لهذا الحزب الذي خرج للعلنية في 2011 يتحدث ل "الشروق". ماهو تقييمكم للوضع الحالي الذي تمر به البلاد ؟ الوضع بلغ درجة كبيرة من التأزم وهذا في الحقيقة ليس وليد اليوم ولا الأمس هناك تراكم ولكن تفاقم الوضع منذ 2011 ، وهناك أسباب أساسية وهي الخيارات التي وقع تبنيها وتسويقها والالتزام بها وهي خيارات خاطئة في تقييمنا كحركة النضال الوطني وليست وليدة 2011 وهي سابقة عن التاريخ منذ بداية دولة الاستقلال لكن الوضع تفاقم منذ 2011والتطور الذي صار في الاتجاه السلبي وليس الإيجابي . الوضع أصبح أسوأ بعد 2011 تفكيك الدولة وتوزيع القرار السياسي على مواقع متعددة مما أضعف الدولة التي أصبحت بلا سلطة تقريبا ثم الانسياق وراء التداين المفرط فتونس لم تعرف طيلة تاريخها ما تعرفه اليوم من تداين يضاف الى ذلك مسألة الارهاب وهي في الحقيقة موجودة قبل 14 جانفي لكن ليست بهذه الحدة إذ تعمقت وأصبح للارهاب مواقع في مناطق معينة. هل تتهمون جهة ما بتشجيع الارهاب ؟ طبعا ، نحن نحمل مسؤولية ما وصلته تونس للخيارات الخاطئة ولقوى استعمارية تحاول فرض قرارها على البلاد من خلال حلفائها المحليين الذين يتحملون مسؤولية تكريس هذا الوضع وهي القوى التي تم تصعيدها الى السلطة بدءا من 2011 والتي مازالت تحكم الى اليوم . ماهي ملامح مبادرتكم السياسية واهم عناصرها ؟ نحن طرحنا مبادرة على اثر المؤتمر الذي عقدته الحركة يومي 27 و28 أفريل وهذه المبادرة هدفها محاولة خلق ائتلاف بين أكثر ما يمكن من قوى وطنية لمواجهة هذا الوضع ولتجاوز حالة الضعف التي تعيشها القوى الوطنية المشتتة . المبادرة ترتكز أولا على السيادة الوطنية لأن استقلال البلاد أصبح مهددا بصفة جدية لذلك المسألة مصيرية بالنسبة لمستقبل البلاد ولابد من استعادة السيادة الوطنية والمسألة الاجتماعية التي نلخصها في العدالة الاجتماعية وغلاء الأسعار والبطالة وتدهور الخدمات في القطاع العمومي ...مسألة الحريات الأساسية التي نعتبرها مكسبا من مكاسب القوى التقدمية لابد أن يقع الحفاظ عليها والقضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين وهي مستهدفة بدرجة قصوى من خلال مشروع التطبيع وما يعرف بصفقة القرن هناك حديث عن تأجيل الانتخابات ماهو موقفكم من هذا وماذا أعددتم لها ؟ هناك حديث عن تأجيل الانتخابات هذا صحيح وهو مرتبط أساسا بتنقيح النظام الانتخابي ونحن كحركة النضال الوطني نعتبر أن التحوير الذي حدث يعكس رغبة الائتلاف الحاكم أصبح مرفوضا من الشارع التونسي وهو ما دفعهم الى اللجوء الى مثل هذه الطرق الملتوية والمخلة بعدة نواحي وهذه الوضعية انتهينا إليها بعد ثماني سنوات من الانهيار مما جعل المواطن يبحث عن بديل من خارج هذه المنظومة والقوى غير التقليدية .وقد لا تكون قوى حقيقية ولا تملك بديلا لكن في النهاية هي خيارات التونسيين ولا يعقل أن يقع تنقيح النظام الانتخابي قبل أسابيع والدستور لا ينص على شرط الانتماء الى حزب سياسي. هذا مؤشر سلبي على مستقبل الديمقراطية والحياة السياسية وهذه التنقيحات أعتبرها اجراءات اعتباطية وسيدفع الناس الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات وهذا في صالح الائتلاف الحاكم . ونحن رأينا في حركة النضال الوطني ان البديل الحقيقي هو المشروع الوطني وهو الحل الحقيقي الذي تفتقر اليه تونس اليوم. كيف ستخوضون الانتخابات ؟ نحن توجهنا الى كل القوى الوطنية من أحزاب وجمعيات وشخصيات وطنية وحركتنا إذا وجدت مجالا للالتقاء مستعدون للدخول في قائمات مشتركة أو الدخول باسم الحركة والملامح الاولى تسير في هذا الاتجاه في الدوائر التي يمكن أن نشكل فيها قائمات مشتركة مع القوى الوطنية وإذا لم يكن ذلك ممكنا ندخل بقائمات الحزب .