تونس -الشروق - عاشت تونس أمس على وقع سلسلة من العمليات الإرهابية ، أكثرها حدة العملية التي جدّت في مدخل المدينة العتيقة ''باب بحر'' نهج شارل ديغول واستهدفت دورية أمنية قارة مما خلف استشهاد عون أمن بعد نقله الى المستشفى متأثرا بإصابته وإصابة عون آخر وثلاثة مدنيين تمّ نقلهم للمستشفى أين تلقوا العلاج وفق وزارة الداخلية. وبعد هذه العملية الإرهابية بحوالي 10 دقائق أقدم عنصر إرهابي آخر على التسلل الى مأوى السيارات بمبنى الشرطة العدلية بالقرجاني وأقدم على تفجير قنبلة يدوية قبالة الباب ممّا خلّف أربع إصابات متفاوتة الخطورة وهلاكه مباشرة. كما تعرضت محطة الإرسال بجبل "عرباطة " في حدود الساعة الثالثة و30 دقيقة من صباح امس والمؤمنة من طرف تشكيلات عسكرية إلى إطلاق نار من قبل مجموعة إرهابية دون تسجيل أيّة أضرار بشرية أو مادية. ثلاث عمليات إرهابية مُعلنة بشكل رسمي تزامنت مع حالة صحية سيئة لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي واللافت أن الحالة الصحية للسبسي ساءت وتم توصيفها طبيّا "بحالة حرجة" منذ يوم الأربعاء وهو ما يجعل الامر قابلا للتاويل في سياقات عديدة. أوّل هذه التأويلات تدفع في سياق تسرّب معلومة سوء الحالة الصحية للباجي قائد السبسي الى المجموعات الإرهابية التي قرّرت وبشكل سريع القيام بعمليات قصد توتير الأجواء وتشتيت الامن التونسي ومحاولة استغلال الفراغ الذي يعتقدون أنه سيحصل إذا تم اعلان وفاة رئيس الجمهورية . الصورة العامة لما حدث تُثبت أن ما تم القيام به ضعيف من ناحية التخطيط والتنفيذ وهو ما يوحي أيضا "بالتسرع " الذي نتج عن العلم بسوء الحالة الصحية للباجي ، فبعض المراقبين للمشهد السياسي يشيرون إلى فرضية تحضير المجموعات الإرهابية الى عمليات إرهابية كبرى ،وهو ما أكدته سفارات اجنبية عديدة مؤخرا، هذا التحضير تم التسريع في تنفيذ عناصره الكبرى بعد تسرب المعلومة المتعلقة للحالة الصحية للباجي . مُخطّط يمكن ان تتضح ملامحه أكثر في الأيام القليلة القادمة ، بعد الكشف عن كل التفاصيل المتعلقة بهذه العمليات والروابط التي تجمع العناصر التي نفّذتها إضافة الى الكشف عن احباط عمليات أخرى تم احباطها ولم يتم الإعلان عنها بشكل رسمي .