منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، أعدت دراسة عن تكلفة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، فأقرّت أنّ إسرائيل اقتلعت ميلونين وخمسمائة ألف شجرة منذ سنة 1967 إلى اليوم... هذه الدراسة المهمّة، من المفترض أنّها تمثّل ملفّ تفاوض وتأثير على الرّأي العام العالمي، تأخذه البلدان العربية على عاتقها، فتروّج لسياسة الغطرسة الإسرائيلية، حتّى تظهر الحقيقة، حقيقة جرائم الحرب التي تأتيها إسرائيل في فلسطين... هذا الملف، وبما أنّ الأمم المتّحدة هي التي تتولّى إماطة اللّثام عنه، كان من المفترض أن النظام الرّسمي العربي يتّخذه ملفّا للتفاوض الدّولي والإقليمي نظرا إلى أنّه ملف يهمّ الأمن القومي العربي... لكن شيئا من هذا لا يحدث لأنّ العرب، أثبتوا مرّة أخرى، أنّ قلوبهم شتّى... وأنّ ليس لهم اسراتيجيا ولا رؤية، يمكن أن يضغطوا بها على القوى الاستعمارية، والقوى الإمبرياليّة... رأينا قوى إقليمية وأخرى دوليّة، كيف تفاوض وتضغط وتلزمُ المجموعة الدّولية، باستحقاقاتها الوطنية، ولنا مثال كوريا الشّمالية وإيران وغيرهما... عندما تعلن جهة أممية، كلّفتها الأممالمتحدة بدراسة عن تكلفة الاحتلال، كان منتظرا أن تتلقفها العواصم العربيّة من أجل الانتصار للقضيّة الفلسطينية... العرب لا يستفيدون من التجارب الرّاهنة، ولا يقتنصون الفرص التي يمكن أن تكشف حقيقة الكيان الصّهيوني. وليست المنظّمة الأمميّة المذكورة هي وحدها من ترفع اليوم، السّتار عن جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، بل إن «معرض فلسطين» الذي يقام في لندن هذه المدّة، جعل حفيد نيلسون مانديلا يشهّر بإسرائيل بوصفها نظام مَيْز عنصريّ، من خلال دعوتها جعل «إسرائيل» دولة يهوديّة... إن مثل هذه المحطّات والتّأكيدات التي نراها بين الفينة والأخرى، من شأنها أن تكون ملفّات تدعم القضيّة الفلسطينيّة وحقّ الشعب الفلسطيني في التحرّر الوطني.