أيام قليلة تفصلنا عن تقديم القائمات الانتخابية في تشريعية 2019 ، يوم 22 جويلية ستكون كل الأحزاب السياسية جاهزة لتقديم مرشحيها في الوقت الذي ستسجل فيه هذه المحطة الانتخابية ترشح عدد كبير من القائمات المستقلة... تونس «الشروق» ويؤكد المراقبون ان الانتخابات التشريعية القادمة حتما ستكون مختلفة ليس فقط من حيث النتائج المتوقعة بل أيضا من حيث تركيبة القائمات الانتخابية والتي ستسجل حضور عدد هام من الوجوه النقابية في القائمات المستقلة كما في القائمات الحزبية... نقابيون... من الممكن ان يكون الوضع مختلفا عندما يكون نقابيون على رأس قائمات انتخابية لأسباب عديدة تتعلق أولا باشعاعهم محليا وجهويا فالاتحاد العام التونسي للشغل له حضور قوي ميدانيا عبر انتشار كل هياكله وقربها من الأوساط العمالية والشعبية الى جانب خبرة النقابيين الكبيرة في التواصل والتفاوض وطرح القضايا ومعالجة الإشكاليات... كل هذه العوامل جعلت الأحزاب السياسية تسعى الى استقطاب النقابيين اضافة الى معرفة السياسيين بقوة الاتحاد العام التونسي للشغل كطرف فاعل في المشهد الوطني... وإضافة الى هذا اختار عدد من النقابيين تشكيل قائمات مستقلة في جهاتهم بعيدا عن الانتساب الى الأحزاب معولين على اشعاعهم ودعم الرفاق النقابيين لهم للحصول على الأصوات... وتجتاح عدد من النقابيين رغبة كبيرة في الدخول هذه المرة الى البرلمان فقد كان اداء النواب في البرلمان الحالي محل جدل كبير وعدد منهم خيب ظن الناخبين فيه... ثم ان تواجد كتلة نقابية في البرلمان الجديد تضمن الدفاع عن مصالح العمال والأجراء وعدم تمرير ما يعتبر قوانين معادية للأجراء والموظفين والعمال... سياسي... لعب الاتحاد خلال السنوات الاخيرة دورا سياسيا مهما وكان احد أطراف التوازن في المشهد الوطني وقاد الحوار الوطني الذي توج بانتخابات 2014 التي وصل فيها حزب نداء تونس الى الحكم وليسا خافيا الآن ان هناك أطرافا تسعى الى إقصاء وإبعاد الاتحاد وحصر دوره في المربع الاجتماعي وهو ما أشار اليه الامين العام نورالدين الطبوبي في مناسبات كثيرة مؤكدا ان من يسعى الى إقصاء الاتحاد يجهل تاريخ تونس وتاريخ الحركة النقابية... لعب الاتحاد العام التونسي للشغل دورا كبيرا حين دعا كل التونسيين الى التسجيل في قائمات الناخبين ودعاهم إلى ممارسة حقهم في اختيار من يحكمهم ويتحمل المسؤولية باقتدار وعدم ترك المجال مفتوحا امام من اسماهم الامين العام بالمراهقين السياسيين ... في كل الحالات فان ترشح النقابيين وحضورهم في البرلمان القادم سيغير المعادلة وسيخلق توازنا جديدا...