معذرة إن تضمنت بطاقتي كلمات ما تعودت على ذكرها فأنا مجبر على الدخول من بابين باب «مخاطبة الناس بما يفهمون» وباب «تسمية الأشياء بمسمياتها». إن أنسى وأنسى وأنسى وأفقد الذاكرة فلن أنسى ربيع النكاح العربي. ذاك الربيع الذي تحولت فيه معارض الكتاب إلى سدود وبحيرات وأحواض لا لتوفير مياه الري والشرب سنوات الظمإ والجفاف القاحطة وإنما لاستسقاء العرب بدماء العرب ممزوجة ببول البعير المقدس المجمع في تلك السدود حيثما أقيمت لري مزارع الفتن وتنقيتها من الأعشاب الطفيلية فكرا كانت أو فلسفة آدابا كانت أم علوما. ابتكارات كانت أم إبداعا، أشعارا كانت أم رسوما موسيقى كانت أم طربا ورقصا مسرحا كانت أم سينما كلها أعشاب طفيلية مضرّة بمزارع الربيع العربي وبالتالي وجبت مقاومتها والقضاء عليها وعلى آثارها حالا في قواميسهم ونواميسهم ووفروا لإبادتها معاجم وكتبا وكتيبات ومطويات صفراء خجلا من معرتها وعورتها ما جعل صاباتهم عارمة ومحاصيلهم وفيرة تقيهم «عذاب القبر» وتفتح لهم الطريق إلى الجنة وتقيم لهم مراكز تكوين مهني في النكاح لنكاح جواريها الحور يا طويل العمر من خلال التدرب على جهاد النكاح ونكاح المتعة ونكاح الوداع للميتة ونكاح الأربع وما ملكت الأيمان من سبايا الصبايا والأرامل والثكالى وحتى نكاح البهائم عند الحاجة والشدة. وعن الأمة المنكوحة لا تسأل بأي ذنب نُكحت؟ ولا عن ضحك الأمم لعورتها العارية ولا عن قوم الناكحين والمنكوحات ولا عن أبناء نكاح فلن تجد الجواب في غير معارض الكتاب وثق أنهم لم يأتونا من وراء البحار والصحارى حمائما بيضا وإنما جاؤوا من وراء التاريخ وحوشا ضارية راجعوا كتب معارض الكتب قبل أن تترقبوا استقامة ذيول الكلاب.