نتحدث عن المساواة دون أن نتوصّل لتحقيقها ولعلّ اكبر المظالم التي تلحق بالإنسان هي تمييزه عن الآخرين وحرمانه من حقوقه. هكذا انت ستزرع في قلب هذا الانسان عنفا وحقدا. يحصل هذا بين الأطفال ففي تونس نحن لم نحقق المساواة بعدُ بين أطفال المدينة وأطفال الريف. فأطفال المدينة يحظون بكل حقوق الرفاه وتسعى الحكومات والخواص لتحقيق ذلك لأغراض سياسية وتجارية. اما الريفيون فلا احد يكترث لما يطلبون إذ لا يتمتع طفل الريف بالذهاب الى الروضة ولئن نتفهّم رفض الخواص فتح رياض أطفال في الأرياف لاسباب ربحيّة بحتة فإننا نستغرب تجاهل الحكومات لحق أطفال الريف في تواجد روضة يؤمونها قبل بلوغ سن الدراسة. هي ذاتها الحكومات التي تجاهلت حق أطفال المدارس في مياه الشرب ففي ولاية القصرين لوحدها تفتقر 73 بالمئة من المدارس للماء الصالح للشراب وفي مدرسة الخروبة مثلا (حاسي الفريد) يتداول 280 تلميذا على ذات الاناء البلاستيكي المعبأ بمياه شرب من «جابية» تملؤها إدارة المدرسة بمياه الشرب كل نصف شهر وتغطيها ببقايا «قصعة بارابول». هؤلاء التلاميذ هم ذاتهم من تمنحهم تلك الحكومات لمجة يومية قيمتها 280 مي. طبعا هذا ليس قدرا بل هو صنيعة حكّام غير عادلين...يتحدثون عن المساواة ولا يفعلون.