بعقد الوزير محمد زين العابدين سلسلة من المجالس الجهوية للثقافة شملت عديد الولايات منها قبلي اليوم الخميس وتطاوين يوم الثلاثاء وقبل ذلك بنزرت ومنوبة والكاف والقصرين وقفصة وستشمل هذه المجالس كامل الولايات . وفي الحقيقة لم تعرف الوزارة في تاريخها نشاطا كالذي يقوم به الوزير الحالي الذي لا يتوقف عن العمل وتشجيع المبادرات في الجهات الداخلية وخاصة الشبابية وتأتي هذه المجالس تنفيذا لسياسة الحكومة وقرارات رئيسها يوسف الشاهد . في كل المجالس التي عقدت اتخذ الوزير قرارات في الترفيع في منح عديد المؤسسات ميزانيات إضافية. كما تم الترفيع في ميزانيات عديد المهرجانات وكل هذا جهد محمود يحسب للوزير ويحسب للحكومة . لكن رغم هذا الجهد الكبير أعتقد أن أولويات الأوليات اليوم هي المؤسسة الثقافية من دور ثقافة ومكتبات عمومية ومعاهد جهوية للموسيقى ومراكز فنون درامية فيجب أن تكون سنة 2020 مخصصة بالكامل لهذا الملف بجهد من الدولة والخواص ولم لا تعلن حملة للعناية بالمؤسسات الثقافية تدعمها بعض المؤسسات الكبرى مثلما حدث في المؤسسات التربوية فحالة العديد من المؤسسات مخجلة وغير صالحة للعروض كما أن بعض المؤسسات الاخرى بلا مقرات مثل المركز الوطني للفنون الدرامية بقبلي وبتطاوين وبالمهدية وهناك دور ثقافة لا تتوفر فيها قاعة عرض ومكتبات بلا دورة مياه في ضواحي العاصمة! إن هذا الإرث الثقيل ليس مسؤولية الحكومة الحالية ولا ما سبقها لكن نتيجة سياسة ثقافية اعتمدت في مجال الثقافة منذ الاستقلال وهي المؤقت الذي يدوم وهذا نسق عمل لا بد أن ينتهي وإن تطلب الأمر إيقاف المهرجانات والتظاهرات الثقافية لمدة سنة وفتح ورشة أشغال في كافة البلاد فلا معنى لنشاط ثقافي احتفالي في وقت لا تتوفر فيه البنية الأساسية اللازمة.