انتهت مشاركة منتخبنا الوطني في كأس أمم افريقيا بحصوله على المركز الرابع وهو ما يفرض حاليا تقييما شاملا لأداء اللاعبين والإطار الفني واستراتيجية الجامعة والبحث عن الاسباب التي جعلت منتخبنا يظهر بمستوى متوسط في هذه المسابقة القارية رغم انه كان قادرا على الذهاب بعيدا وبلوغ النهائي على الأقل. ويبقى العنصر الابرز في مسيرة منتخبنا في ال"كان" هو الاخطاء الفردية وخاصة على مستوى حراسة المرمى بعد ان اعتمد الاطار الفني في سبع مباريات على ثلاثة حراس مرمى وهي سابقة تاريخية لأن التغييرات لم تكن نتيجة للإصابات وإنما سوء تصرّف واختيارات عشوائية تثبت غياب استراتيجية عمل مدروسة وهادفة. أغلب المحللين والمتابعين لمسيرة منتخبنا أجمعوا على ان سوء الاختيارات الفنية وعشوائية القرارات الادارية كانت وراء الظهور المحتشم لحراس المرمى وخاصة بعد تحميل فاروق ين مصطفى مسؤولية الخطأ الفني في اللقاء الاول امام انغولا عوض منحه الثقة وحمايته، ولعلّ تغييره بزميله معز حسن هو بداية المشكل الذي جعل الحراس الثلاثة يظهرون بمردود محتشم. "الشروق" التقت بعض اصحاب الخبرات في مجال تدريب حراس المرمى للبحث في أصل المشكل وإيجاد الحلول الممكنة للإصلاح مستقبلا. لسعد الدرويش (مدرب حراس ومحاضر) مسؤولية مدرب الحراس والتغييرات حطّمت المعنويات "لتجهيز حراس مرمى في قيمة المنتخب الوطني وتكون لهم القدرة على تقديم الاضافة لا بدّ من استراتيجية عمل مدروسة ومضبوطة منذ البداية يقع الاختيار فيها على بعض الحراس وإخضاعهم الى فترة تقييم وتدرب طويلة قبل بداية أي منافسات قارية للمنتخب. هذه الاستراتيجي تمكّن مدرب الحراس من معرفة كل خاصيات حراس المرمى عن كثب، لكن للاسف نحن اليوم نترك هذا العمل للمدربين في النوادي ولا نلتفت لحراس المرمى الا عند انطلاق الاستحقاقات. حراس المنتخب اليوم (بن مصطفى وحسن وبن شريفية) ظهروا بمستوى ضعيف ولم يقدموا الاضافة للمنتخب وذلك ناتج عن سوء تصرّف من الاطار الفني منذ البداية الى جانب غياب التحضير النفسي اللازم لمثل هذه التظاهرات. ففي المباراة الاولى وبعد الخطأ الفني لبن مصطفى الذي يبقى من افضل الحراس على الساحة حاليا، كان من الاجدر منحه الثقة في اللقاء الثاني وحمايته والرفع من معنوياته، غير ان عشوائية التصرف وغياب القرار الصائب جعلت الاطار الفني يغيّره في اللقاء الثاني بزميله معز حسن وهو ما فتح الابواب على مصراعيها لبداية المشاكل على مستوى حراسة المرمى. فكل حراس المرمى في المنتخب كانت تنقصهم الجاهزية على مستوى "التايمينغ" وهنا مدرب الحراس هو من يتحمل مسؤولية الاختيارات، لأن المدرب يجب ان تكون لديه ثوابت ويجب ان يكون محملا بمشروع عمل يدافع عنه بقوة وكان على القصراوي الدفاع عن بن مصطفى ومنحه الفرصة مجددا للرفع من معنوياته، لأنه من البديهي ان يكون التقسيم منذ البداية بين الحارس الاول ثم الثاني ثم الثالث لا ان تكون الاختيارات اعتباطية وارتجالية والدليل ان كل حراس المرمى ارتكبوا نفس الاخطاء في المباريات السبع التي لعبناها. اليوم نحن امام مسؤولية تاريخية لاصلاح الوضع منذ الآن والجامعة مطالبة بطرح ملف حراس المرمى طرحا موضوعيا قصد الاصلاح والبناء للمستقبل دون تحفظ لإعداد الحراس على اتم وجه للاستحقاقات المنتظرة، ولم لا يقع احداث مركز تكوين لحراس المرمى او أكاديمية يشرف عليها خيرة المدربين ويعتمدون على برمجة صحيحة ومدروسة لإعداد حراس المرمى على الوجه الصحيح. عادل زويتة (مدرب حراس) استخلاص الدروس والتعامل بإيجابية مع الحرّاس شخصيا اعتبر التعامل مع ملف حراس المرمى في المنتخب سوء تصرّف لأن ما قام به فاروق بن مصطفى في مباراة الافتتاح امام انغولا يعتبر خطأ فنيا والخطأ بشري، كان من الاجدر والأصح منحه الثقة في المباراة الثانية وان قام بنفس الخطأ الفني فعندها يتحول الى مشكل وهو ما يفرض وقتها تغييره لحمايته مع ضرورة الجاهزية لباقي الحراس. لكن تغييره بزميله معز حسن في اللقاء الثاني ساهم في بروز المشكل في حراسة المرمى لأن دخول الحارس الثاني جعل المسؤولية مضاعفة على عاتقه مع غياب الجاهزية الذهنية والبسيكولوجية مما يدفعه للوقوع في نفس الخطأ. التحضير الذهني هو الاساس وكان من الاجدر ان يكون بصفة دورية مع الاحاطة بكل الحراس وهنا تكمن مسؤولية الاطار الفني واللاعب في الوقت نفسه لأن الاخطاء التي قام بها حراس المرمى تبرز غياب التحضير النفسي والذهني رغم اني على يقين تام بأن بن مصطفى وحسن وبن شريفية من افضل حراس المرمى ويملكون كل المؤهلات الضرورية، فنقطة ضعف معز حسن ليس الكرات الهوائية كما يقول البعض وانما اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وتطبيقه في لمح البصر. اما بالنسبة لبن مصطفى فقدومه للمنتخب كان بمعنويات مرتفعة بعد مردود ممتاز وافضل حارس مرمى في البطولة السعودية وقدم مردودا ممتازا في التحضيرات وهو ما يمنحه الافضلية المعنوية في المنتخب لكن تعامل معه الاطار الفني ب"قسوة" على اثر اول خطأ فني قام به. بالنسبة لبن شريفية كان يعلم منذ البداية انه لن يلعب بإعتبار انه الحارس الثالث وبالتالي ذهنيا لم يكن جاهزا وهو ما جعله يرتكب الخطأ في اول بروز وهنا تكمن مسؤولية المدرب رغم انني على يقين بأن الظروف التي مرّوا بها حراس المرمى في مصر والتي يعلمهما فقط الاطار الفني هي التي ساهمت في تذبذب مستواهم. اليوم نحن امام مسؤولية تاريخية لاستخلاص العبر والاستفادة من الدرس على اسس صحيحة والتعامل مع حراس المرمى بإيجابية في الفترة المقبله لأنهم الافضل وقادرون على التطوّر ليكونوا على اتم الاستعداد في الاستحقاقات المقبلة". نجيب فتوحي (مدرب حراس في السعودية) سوء الاختيار وراء أزمة الحراس "أهم نقطة يمكن الحديث عنها بخصوص مردود حراس المرمى في المنتخب هو سوء اختيار مدرب الحراس والذي كان مكافأة وليس للكفاءة والقصراوي تنقصه التجربة الميدانية والاكيد ان تونس تزخر بمدربي الحراس كان من الاجدر تعيين احدهم . النقطة الثانية هي الضعف الفادح الذي يعاني منه معز حسن الذي تشبث به الاطار الفني بعد خطأ فني واحد لبن مصطفى، معز حسن لا يملك البنية الجسمانية التي تخوّل له ان يكون حارس مرمى المنتخب ويعاني من ضعف فادح على مستوى العرضيات ونقطة ضعفه الابرز هي يده اليمنى، فخطأ بن مصطفى في اللقاء الاول لا يعتبر كارثيا والنتيجة لم تكن سلبية وبالتالي كان من الاجدر حمايته ومنحه الثقة للمواصلة غير ان ضعف حيلة الاطار الفني وغياب قوة الشخصية لمدرب الحراس زاد في تعميق الازمة من خلال اقصائه والتشبث بمعز حسن الذي ساهم في اضافة الضغط على الحراس عندما رفض التغيير مع العلم أن الاسطورة عتوقة سبق له الجلوس على مقعد البدلاء وهو ما يفسر أيضا الضغوطات المسلطة على مدرب الحراس. مشاركتنا في بطولة افريقيا انتهت الآن وبالتالي التقييم يجب ان يكون هادفا وأول خطوة هي تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب .