ساعات قليلة تفصلنا عن موعد تقديم الترشحات للبرلمان الجديد... سيترشح للبرلمان القادم مترشحون جدد ونواب قدامى سيقدمون وعودا انتخابية بالجملة وسيبشرون الشعب بالإنجازات وبدولة القانون والمؤسسات وسيعدون كل الناس بالتشغيل والعمل على تخفيض الأسعار وضمان حق العلاج للجميع. سينتظر التونسيون كما انتظروا سابقا خمس سنوات أخرى من الوعود الانتخابية الكاذبة ثم لا يتحقق سوى السراب. أمام التونسيين اليوم استحقاق انتخابي جديد من واجبهم المشاركة فيه وممارسة حقهم في اختيار من يمثلهم بصدق وأمانة. يحتاج التونسيون في السنوات القادمة الى من ينقذهم ويكون قادرا على تحقيق وعوده ويعيد الى الاقتصاد عافيته بعد كل هذا التدهور. تونس ليست في حاجة اليوم وغدا الى كل هذه المعارك السياسية والخلافات والصراعات التي لا طائل من ورائها بل تحتاج الى جهد كل ابنائها والى خبرة كل السياسيين دون إقصاء وتهميش لأي طرف. للأسف البرلمان الحالي ترك انطباعا مفزعا لدى كل التونسيين... استهتار عند مناقشة القوانين وغيابات متكررة ومستمرة وسياحة بين الكتل والأحزاب وإهدار كبير للوقت والمال العام. التونسيون في الأيام القادمة سينتخبون برلمانهم الجديد والخوف ان يخيب ظنهم كما خاب في البرلمان الحالي وفي المجالس البلدية التي استقال أغلب أعضائها وعجزت عن خدمة المواطنين. أمام من سينتخبهم الشعب في الاستحقاقات القادمة مهمة صعبة وسيكون المطلوب منهم تحقيق النجاح وانقاذ البلاد. عانت تونس كثيرا خلال السنوات الماضية من الخيبات السياسية المتتالية ومن صياح رجال السياسة وخلافاتهم المستمرة والمتواصلة واليوم هي في حاجة الى برلمان جديد والى برلمانيين صادقين. خسرت تونس في السنوات الأخيرة الكثير من الوقت وفوتت على نفسها فرصة صنع التقدم وبناء تنمية حقيقية تحقق الرخاء لكل الشعب. الاستحقاق الانتخابي القادم فرصة جديدة لتدارك ما فات.