(الشروق) مكتب الساحل أكّد نواب الجبهة الشعبية المجتمعون أمس في سوسة أنّ الجبهة تخلّصت من عبء ثقيل عطّل مسارها وكرّس داخلها التكلّس الفكري والتنظيمي، في إشارة إلى طيّ صفحة حمة الهمامي وهيمنته على الجبهة. ووجّه نوّاب الجبهة الحاضرون رسائل بالجملة إلى «رفاق الأمس» الذين اعتبروا أنّهم شوّهوا اليسار وشوّهوا تجربة الجبهة الشعبية، وقال النائب فتحي الشامخي إنّ تجربة الجبهة كانت «تجربة مريرة وقاسية» موضحا انّ ما ينتظر الجبهة في الايام القادمة «معركة أولى في هذا المسار الجديد وهي تأسيس حزب جامع لكل هذه القوى، منفتح، ليس فيه ميليشيا داخلية، تراقب الفكر» في إشارة إلى حزب العمّال الذي اتهمه نواب الجبهة بممارسة العنف وعدم قبول النقد والاختلاف. وقد شهد الاجتماع محاولة للتشويش من طرف عدد من أنصار حمة الهمامي، غير أنّه تم التصدي إليهم قبل بدء الاجتماع الذي انعقد بشكل عادي، وبحضور النواب فتحي الشامخي وأحمد الصديق ومنجي الرحوي وزياد لخضر وعبد المؤمن بلعانس ونزار العمامي. وقال النائب والقيادي في الجبهة نزار العمامي إنّ «زخم 7 أكتوبر 2012 (تاريخ تأسيس الجبهة الشعبية) تضاءل حتى أدرك النقطة الصفر، ومن ثمة كان لا بدّ من طي هذه الصفحة، وتوجيه رسائل للمستقبل وإعادة الأمل إلى قواعد الجبهة من أجل الذهاب إلى المستقبل بفكر جديد». وأكد العمامي أنّ المشروع الجديد يجب أن يكون مشروعا تحرّريا وطنيا من كل اشكال الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية، معتبرا أنّ الوقت الآن ليس وقت شعارات فضفاضة وجوفاء من قبيل «الجبهة بديل للحكم الآن» الذي كان يردده حمة الهمامي باستمرار، وإنّما يجب ان نحمل مشروعا للتغيير على كل المستويات. واعتبر القيادي زياد لخضر أنّ «المعركة حُسمت للطرف الأكثر ذكاء والأكثر تصميما على الانتصار» مؤكدا انّ الجبهة الشعبية التي نريد ليست جبهة زعيم واحد بل جبهة في خدمة مناضليها، ومناضلين في خدمة شعبهم، نريد جبهة واسعة ملتصقة بالناس وتقبل النقد ولا تعتبره تجريحا» في إشارة إلى ما اعتبره تصلبا من جانب حمة الهمامي وعدم قبول للنقد في تقييم عمل الجبهة على امتداد السنوات الماضية. وقال أمين عام حزب الطليعة والنائب عن الجبهة الشعبية أحمد الصدّيق إنّ المعركة القانونية التي اختارها الناطق الرسمي السابق (حمة الهمامي) حُسمت ولن يكون هناك تنازع على مستوى من يمثل الجبهة في الانتخابات القادمة، مشيرا إلى انّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قالت كلمتها الفصل في هذا المجال. وأكّد النائب عن الجبهة الشعبية المنجي الرحوي اليوم أنّ تونس تحتاج لمن يقدّم لها تصورات لتحقيق الديمقراطية الاجتماعية والديمقراطية السياسية بكل أبعادها التشاركية وتصورات لمكافحة الفساد والتهرب الضريبي والإصلاح الجبائي باعتباره مقدمة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتصورا للحوكمة الرشيدة للموارد الطبيعية. وقال الرحوي في اجتماع عام للجبهة اليوم في سوسة إنّ «هذا ما تحتاجه تونس اليوم، تونس لا تحتاج «خالتي مباركة» (التي تحدث عنها حمة الهمامي) ولا تحتاج 15 نائبا في البرلمان ليُقهروا بالتصويت المقيت على قوانين ما كان ينبغي ان تمرّ، بل تحتاج إلى كتلة برلمانية وازنة وقوية». وأكد الرحوي أنّ الجبهة الشعبية اليوم تحتاج كل طاقاتها وهي مكوّن سياسي نريد له الاستمرار في المستقبل، مهيكلا، متسلّحا ببرنامج ذي ارتباط بأهداف الثورة عنصره الأساسي الديمقراطية».