تونس الشروق: مقابل التشدّد في المواصفات إزاء أغلب السيارات يدفع مشهد آلاف العربات المهترئة إلى التساؤل كيف حصلت على شهادة الفحص الفنّي؟ فخلف هذه المفارقة تتفنّن مافيا السمسرة بشهادات الفحص الفني التي جعلت الكثير من أصحاب السيارات يطلقون صيحة فزع إزاء التمييز المفضوح وممارسات الابتزاز التي تحصل يوميا في مراكز الفحص الفني ومحيطها. حيث يكاد يتحول دفع «العمولة» إلى قاعدة للحصول على شهادة الفحص الفني. وفيما يضطر الكثير من أصحاب السيارات إلى عرض عرباتهم مرة ثانية وثالثة على الفحص الفني بسبب مآذن تقنية بسيطة مثل الخدش البسيط على البلور الأمامي فإن الكثير من السيارات تحصل على شهادة الفحص الفني دون الدخول أصلا إلى مراكز الفحص. وهو ما يفسر جولان آلاف السيارات التي تفتقر إلى أبسط معايير السلامة على الطرقات. ويتحدث شهود عيان في هذا الصدد عن تفاقم ظاهرة «السمسرة» في محيط مراكز الفحص الفني لتسهيل الحصول على شهادة الفحص مقابل عمولات تصل إلى 100 دينار للسيارات «النظيفة» و200 دينار للعربات المهترئة التي تختم أوراقها دون الاضطرار الى المرور على أروقة المعاينة في مراكز الفحص الفني. وفي المقابل أكد جمال بالطيب الرئيس المدير العام للوكالة التونسية للنقل البري أن هذه الأخيرة ومصالح الأمن الوطني في حرب يومية ضد السماسرة في محيط مراكز الفحص الفني مشددا على أن هؤلاء هم دخلاء لا علاقة لهم بأعوان وكالة النقل البري. وتابع أن دوريات الرقابة تتم بانتظام لقطع دابر السمسرة في محيط مراكز الفحص الفني. وهو ما يؤدي إلى اختفاء الدخلاء قبل أن يعودوا من جديد مشددا على أهمية دور المواطن من خلال رفض الخضوع لعمليات السمسرة والتبليغ عن كل مساس بحقوقه. وأكد في السياق ذاته استعداد الوكالة لاتخاذ التدابير اللازمة إزاء أي سيارة يثبت حصولها على شهادة الفحص دون الدخول إلى المراكز مشيرا في المقابل إلى وجود تعاون وثيق مع الأمن الوطني لمكافحة ظاهرة السيارات التي تتجول على الطرقات دون الحصول على شهادة الفحص الفني رغم التراجع الكبير لهذه الظاهرة مقارنة بذروة الانفلات الذي عرفته البلاد في الأعوام الأخيرة.