مرّت سبعة أيام بلياليها على خروج المنتخب من الكأس الافريقية دون أن يسمع الجمهور أي خبر عن التغييرات والقرارات التي من المفروض اتّخاذها لتصحيح المسار. أسبوع كامل لم نر فيه غير تلك الإطلالة التلفزية لرئيس الجامعة وهو يُعدّد بكلّ وقاحة جملة المكاسب والإنجازات بدل أن يعتذر من الشعب ويُعلن عن الاستقالة لحفظ ماء الوجه وغسل العَار الذي عِشناه تحت حُكمه المُستبد. هذه الأيام السّبعة تَنضاف إلى السنوات السّبع التي عرف فيها المنتخب والكرة التونسية عُموما انحرافات خطيرة واخفاقات كبيرة تحت قيادة الجريء الذي وضع يده على اللّعبة منذ مارس 2012. سبعة أعوام راهنت خلالها الجامعة على سَبعة مدربين وهم الطرابلسي ومعلول «كرول» و»ليكنز» و»كَاسبرجاك» والبنزرتي و»جيراس». وهذا «الجيش» الكبير من المدربين كان من أجل هزم «بَنما» في المُونديال والحُصول على المركز الرابع في كأس افريقيا. والطريف أن رئيس الجامعة يتغنّى بهاذين المكسبين «الصّغيرين» ظنّا منه أنّه «سيستبله» الناس ويُزوّر التاريخ الذي يقول إن تونس أهدت افريقيا أوّل انتصاراتها المُونديالية عام 1978 وخاضت «فِينال» ال»كَان» في 1965 و1996 قبل أن تُتوّج ملكةً على القارة السّمراء عام 2004. حَصيلة الجامعة لم تكن هزيلة على مُستوى المنتخب الأوّل فحسب بل أن الفشل كان ذريعا في منتخبات الشبان ولن نُبالغ في شيء إذا قلنا إن «النّظام القائم» ضيّع أجيالا بأكملها بسبب السياسات العشوائية سواء على مستوى البرمجة أوأيضا على صعيد اختيارات الإطارات الفنية ولن نُذكّركم طبعا بالمدربين والمساعدين الذين سلّمتهم الجامعة مفاتيح المنتخبات ليعبثوا بها بداية بعلي بالناجي (صاحب نظرية متابعة نشاط الخصوم عبر «الفايس بوك») وصولا إلى ماهر الكنزاري ونادر داود وحاتم الميساوي وأنيس البوسعيدي ووجدي بوعزي وصلاح الدين السّبتي ونبيل معلول الذي عِشنا معه أكبر الفضائح (الهزيمة على يد الرأس الأخضر في رادس وخماسية بلجيكا في المُونديال). الانحراف لم يقتصر على المنتخبات بل أنه شمل التحكيم الذي أصبح محل تندّر حتى أن البعض يصف بطولتنا ب»دوري الحكّام» ومسابقة «مرجان أحمد مرجان» في دلالة سَاخرة على الفساد العظيم في منظومتنا التحكيمية وأيضا في بطولتنا المحلية حيث «الغورة» والعنف وبيع وشراء المقابلات على قارعة الطريق أو داخل محلات الرهان الأجنبية بعد أن تفطن الجميع إلى أن «الاستثمار» في بطولة الجريء يدرّ ذهبا خاصة أن النتائج محسومة ومعروفة في ذهن ال»كَبير» وال»صّغير». نعم نقولها بصوت عال إنّنا ننشد التغيير حتّى تَتنفّس الكرة التونسية هواءً نقيا وهذا التغيير نريده أن يكون شاملا أي أن يخلّصنا من «جيراس» ومساعديه فضلا عن تبديل الإدارة الفنية ورحيل الجامعة لأنها أصل الداء. وسنطمع أكثر لنطالب بالالتفات بصفة فورية إلى الوزارة التي تحتاج إلى مسؤول قوي ومُتفرّغ تماما للنهوض بشؤون الشباب والرياضة لا بأشياء أخرى. لقد حان وقت التغيير والأمل معقود أوّلا وأخيرا على الإعلام الحرّ والمسؤولين والرياضيين الذين تهمّهم فعلا مصلحة الكرة التونسية ولن نضع الجمعيات طبعا في صف الداعين والداعمين للتغيير ليقيننا بأن الأغلبية السّاحقة من الأندية اختارت من زمان حياة الذل والجُبن من أجل حفنة من المال أوربح مقابلة بمساعدة من أحد حكام «المنظومة الفاسدة» وهي إلى زوال مهما طال العهد.