انطلقت يوم الاثنين 22 عملية تسجيل القائمات الانتخابية في كل الدوائر داخل البلاد وخارجها. وبعد ثلاثة أيام تم تسجيل عديد القائمات الحزبية والمستقلة في انتظار مئات القائمات التي مازال أصحابها لم يقوموا بإجراءت تسجيلها ! الحركية السياسية التي تعيشها تونس اليوم لا تعكس الحقيقة. فخلال خمس سنوات وتحديدا بعد انتخابات 2014 أغلقت كل الأحزاب تقريبا -باستثناء حركة النهضة -مقراتها واستكانت اما للصمت أو للخلافات فلم نلاحظ أي حراك حزبي خلال الخمس سنوات مع استثناء فترة الانتخابات البلدية . فتونس تعاني من غياب الأحزاب التي تجاوز عددها 220 دون أي فاعلية أو دور في تأطير الشارع ولا الناشطين. وهو الدور الرئيسي للأحزاب السياسية فلا معنى للديمقراطية في غياب أحزاب تتنافس على الحكم انطلاقا من برامج سياسية واقتصادية واجتماعية. وإن كنّا نتفاءل خيرا بهذا الحراك الحزبي الذي يؤكد التعددية في الحياة السياسية فإننا نرجو أن لا تكون هذه الحركية مجرد «نفحة» ستنتهي بمجرد نهاية الحملة الانتخابية لتعود الأحزاب إلى صمتها القديم وخلافاتها. فتونس التي قطعت مرحلة مهمة في تكريس الممارسة الديمقراطية عبر المؤسسات والمنظمات والجمعيات المهنية تحتاج إلى أحزاب فاعلة وقادرة على تجميع التونسيين وتأطيرهم وتجاوز سمعة الأحزاب السيئة . فهل تكون انتخابات 2019 بداية جديدة في الحياة السياسية في تونس.